responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشريف الرضي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 79

عمره، و ما ذكر في تاريخ الولادة و الوفاة على حساب المعروف من عمره، تكون مدته (47) سنة. أحذف منها عشرا، اقل ما يكون قضاهأ طفلا حتى ترعرع بين الحواظن و الأمهات ثم أستوى لمشاكل الحياة و نتيهت فيه الغرائز، و اعتمد الاستقلال و أخذ أسباب الرشد في سنة 369 هـ و ابتدأت حياته العملية و عرف الموالي من القالي و من يجامل ممن يطاول. ففي هذه المدة من الزمن (37) سنة التي قضاها في عاصمة العباسيين، و لم يبارحها إلا لأسفار قصيرة سيرته لها هذه العاصمة، أو اقتضتها بعض الأحوال. لا بد من أن نعرف تقلبات الحكم فيها بنحو الإلمام، و من اختلف عليه من الخلفاء و الملوك و الوزراء، و مبلغ ما كان للشريف من الشأن في هذه الظروف، و ما له من الصلات و المحاولات. لا ريب أن الموقف في هذه المدة من الزمن دقيق و حرج على أمثال الشريف. فالحكم في مدينة السلام كان من نوع الاحتلال العسكري لملوك آل بويه، و أن للخلفاء العباسيين سيادة و لكنها مستفادة، إلا إنها في الوقت نفسه نافذة و مرعية فيما يحاول الشريف من المراتب و الوظائف، كالنقابة و أمثالها مما لا تصطدم مع جوهر الحكم، و لم يضغط عليها التشريع العسكري، و لا تخشاها السلطة الاحتلالية المهيمنة. و لكن مشيئة القوة فوق إرادة الخليفة، و هما على كفي ميزان في النشاط و الهوان، كلما نشطت واحدة ضعفت الأخرى، فلا تكون السلامة و لا يكون النجاح مضمونين للشريف ما لم يستدرج لعاطفتين و يجامل السلطتين، و هما و إن اتفقتا في المراسم و المظاهر فالحقيقة على أشد ما يكون من الاختلاف في باطن الأمر، و المنافسة في لسلطان.

فماذا يصنع الرضي و من أي الموردين يروي نفسه الظامئة الطامحة في‌

اسم الکتاب : الشريف الرضي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست