responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشريف الرضي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 14

التاج فيقول للعاهل العباسي:

مهلا أمير المؤمنين فإننا # عن دوحة العلياء لا نتفرق

إلا الخلافة ميزتك فانني # أنا عاطل منها و أنت مطوق

ما بيننا يوم الفخار تفاوت # إلى آخره.......

و لا ينكر عليه القادر باللّه دعواه و لا يستظهر عليه بالتفوق بطيب المغرس و إصالة النجر و كرم المحتد، و لكنه يعتصم بالقوة و يرغمه على النزول لأحكامها فيرد عليه بقوله: (على رغم أنف الشريف) .

و كانت شاعرية الشريف و قوة خياله‌ [1] تطير به إلى القمم و الشرفات و تذكي في نفسه الأريحية و الخيلاء و تقرب من أخمصه موطأ الدست و ترد بأفكاره و نزعاته إلى اتجاه معين، و تستعيد له ذكرى مجد السلف الذي طأطأ له أكاسرة فارس و أفيال الروم و لم تستدرجه مصانعة العباسيين. فقد كان يحرق لهم الأرم و ينبزهم باللقب الوضيع، فان الطائع كان يبالغ في إكرامه و اكرام أبيه و لكن الشريف يرى أن ذلك حقه الصريح و ان من الرعونة أن يبيعه ضميره بمغنم حسامه فيقول:

ألا انني غرب الجسام الذي ترى # و غارب هذا الأرعن المتسامي

كلانا له السبق المبرر للعلى # و إن كان في نيل العلى أمامي

و ما بيننا يوم الجزاء تفاوت # سوى أنه خاض الطريق أمامي‌

استهل الشريف في حجور المجد، و أورق عوده من دوحة ضربت أعياصها في منابت الفخار و استفاد نوع الثقافة و استقام له اتجاهه النفسي في محيط من السراة و النقباء و العلماء و الأمراء.


[1] أو خيالية.

اسم الکتاب : الشريف الرضي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست