responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 830

الحقّ، و لا تفرّقوا، أسلموا فسلّموا تسلموا، كتب اللّه لأغلبنّ أنا و رسلي» [1].

باب مواعظ أمير المؤمنين (عليه السلام)

[المتن]

[2277] 1. الكافي: عنه (عليه السلام) في خطبة له: «أيّها النّاس، إنّ الدنيا ليست لكم بدار و لا قرار، إنّما أنتم فيها كركب عرّسوا فأناخوا، ثم استقلّوا فغدوا و راحوا، دخلوا خفافا، و راحوا خفافا، لم يجدوا عمّا مضى نزوعا، و لا إلى ما تركوا رجوعا، جدّ بهم فجدّوا، و ركنوا إلى الدنيا فما استعدّوا، حتّى إذا أخذ بكظمهم و خلصوا إلى دار قوم جفّت أقلامهم، لم يبق من أكثرهم خبر و لا أثر، قلّ في الدنيا لبثهم، و عجّل إلى الآخرة بعثهم، فأصبحتم حلولا في ديارهم، ظاعنين على آثارهم، و المطايا بكم تسير سيرا ما فيه أين و لا تقصير.

نهاركم بأنفسكم دءوب، و ليلكم بأرواحكم ذهوب، فأصبحتم تحكون من حالهم حالا، و لا تحتذون من سلكهم مثالا، فلا تغرنّكم الحياة الدنيا، فإنّما أنتم فيها سفر حلول، الموت بكم نزول، تتنضّل فيكم مناياه، و تمضي بأخباركم مطاياه إلى دار الثواب و العقاب و الجزاء و الحساب.

فرحم اللّه امرأ راقب ربّه و تنكّب ذنبه، و كابر هواه و كذّب مناه، امرأ زمّ نفسه من التقوى بزمام، و ألجمها من خشية ربّها بلجام، فقادها إلى الطاعة بزمامها، و قدعها عن المعصية بلجامها، رافعا إلى المعاد طرفه، متوقّعا في كلّ أوان حتفه، دائم الفكر طويل السهر، عزوفا عن الدنيا سأما، كدوحا لآخرته متحافظا، امرأ جعل الصبر مطيّة نجاته، و التقوى عدّة وفاته و دواء أجوائه، فاعتبر و قاس و ترك الدنيا و الناس، يتعلّم للتفقّه و السداد، و قد وقّر قلبه ذكر المعاد، و طوى مهاده و هجر وساده، منتصبا على أطرافه داخلا في أعطافه، خاشعا للّه يراوح بين الوجه و الكفّين، خشوع في السرّ لربّه، لدمعه


[1]. الفقيه 4: 163/ 5370.

اسم الکتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 830
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست