responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 245

اللّه ضلالته، ما استطاعوا على أن يهدوه، و لو أنّ أهل السموات و أهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد اللّه هداه، ما استطاعوا أن يضلّوه، كفّوا عن الناس، و لا يقول أحد: عمّي و أخي و ابن عمّي و جاري، فإنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه، فلا يسمع معروفا إلّا عرّفه، و لا منكرا إلّا أنكره، ثم يقذف اللّه في قلبه كلمة يجمع بها أمره» [1].

* بيان

«إلى أمركم» يعني التشيّع و الدين الحق «و لا يقول أحد عمّي» أي لا يتأسّف على ضلالة أقربائه و جيرانه.

[المتن]

[349] 2. الكافي: عنه (عليه السلام): «إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور، و فتح مسامع قلبه، و وكّل به ملكا يسدّده، و إذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء، و سدّ مسامع قلبه، و وكّل به شيطانا يضلّه» ثم تلا هذه الآية: فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلٰامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمٰا يَصَّعَّدُ فِي السَّمٰاءِ [2].

* بيان

«نكت في قلبه نكتة من نور» ألقى في قلبه نيّة صالحة أو خاطر خير يؤثّر فيه من فعل فعل أو قول سمع «و فتح مسامع قلبه» بتكرير الإدراكات النورية الناشئة من تكثير الأعمال الصالحة و سماع الأقوال الفاتحة من جنس ما يتأثّر منه قلبه أو لا فيقوى بها استعداده لأن يصير بها ملكة نفسانية، و يخرج بها نور قلبه من الضعف إلى الكمال، و من القوّة إلى الفعل، فيستعدّ أن يصير ذاتا جوهرية نورانية قائمة بذاتها فاعلة للخير و الهداية، و إليها أشار بقوله: «و وكّل به ملكا يسدده» فهذا الملك خلقه اللّه من مادّة تلك النيّة الصالحة و الحالة النفسانية و استعدادها بتكرّر النيّات و الإدراكات التي تناسبها، و تولّد هذا الملك في عالم المعنى من تلك النيّة و ما تتقوّى به في رحم النفس، كتولّد الحيوان في عالم الصورة من ماء مهين يتغذّى و يتقوّى مدّة بدم الحيض في رحم الام حتى يصير شخصا حيوانيا مستقلّا بذاته، و قس عليه معنى إرادة السوء، و النكتة السوداء، و سدّ المسامع، و توكيل الشيطان


[1]. الكافي 1: 165/ 1.

[2]. الكافي 1: 166/ 2؛ و الآية من سورة الأنعام (6): 125.

اسم الکتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست