اسم الکتاب : الشجرة المباركة في أنساب الطالبية المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 5
النسب كما قيل: هو أساس الشرف، و جذم الفضيلة، و مناط الفخر، و مرتكز لواء العظمة، و منبثق روائها، و به يعرف الصميم من اللصيق، و المفتعل من العريق فيذاد عن حوزة الخطر من ليس له بكفؤ.
و ليس الاهتمام بالأنساب وليد عصر خاص أو قوميّة خاصّة، أو بلد خاصّ بل هو وليد حاجة الإنسان في عصوره الغابرة، حيث كانت الحاجة تدعوه إلى الالفة و التعاطف، و كان تنازع البقاء يخلق أجواء محمومة يحتاج معها الإنسان إلى الحماية و القوّة.
و قد اختصّ العرب بمعرفة الأنساب، كما اختصّ كلّ طائفة بعلم خاصّ لهم كما قيل: للروم من العلوم الطبّ، و لأهل اليونان الحكمة و المنطق، و للهند التنجيم و الحساب، و للفرس الآداب، أي: آداب النفس و الأخلاق، و لأهل الصين الصنائع، و للعرب الأمثال و علم النسب، فعلوم العرب الأمثال و النسب، و هذا العلم خاصّ لهم، و ليس في الفرس و الروم و الترك و البربر و الهند و الزنج من يحفظ اسم جدّه أو يعرف نسبه، لذلك تداخلت أنسابهم و سمّي بعضهم إلى غير أبيه.
و العرب يحفظ الأنساب، فكلّ واحد منهم يحفظ نسبه إلى عدنان، أو إلى قحطان، أو إلى إسماعيل، أو إلى آدم (عليه السّلام) فلذلك لا ينتمي واحد منهم إلى آبائه
اسم الکتاب : الشجرة المباركة في أنساب الطالبية المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 5