اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 242
فلا يتم الحجة على منكري الحشر بقوله: أَ وَ لَيْسَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِقََادِرٍ عَلىََ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلىََ وَ هُوَ اَلْخَلاََّقُ اَلْعَلِيمُ إذ خلق مثلهم على ذلك ليس إعادة لهم بالضرورة بل المراد بخلق مثلهم و تبديل أمثالهم التبدلات فيهم بحيث لا تخرج عن أنفسهم كما أنّه سبحانه في مثل هذا النظم بدل المثل بالعين فقال:
أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اَللََّهَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ لَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقََادِرٍ عَلىََ أَنْ يُحْيِيَ اَلْمَوْتىََ و قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فالمراد بمثل الشيء نفس الشيء و هو نوع من التلطف في الكلام.
فهذا كلّه يتضمن تبدلات الأبدان و ورودها طورا بعد طور و ركوبها طبقا عن طبق حتى تنتهي إلى الساعة فتلحق بالأنفس قال سبحانه: وَ إِذَا اَلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ و قال: أَ فَلاََ يَعْلَمُ إِذََا بُعْثِرَ مََا فِي اَلْقُبُورِ فعبّر بكلمة ما ثم قال: فَإِنَّمََا هِيَ زَجْرَةٌ وََاحِدَةٌ `فَإِذََا هُمْ بِالسََّاهِرَةِ و هذا هو لحوق الأبدان بالأرواح كما ترى و للأرواح مع ذلك سيرا في مسيرها و حركة في طريقها قال سبحانه مِنَ اَللََّهِ ذِي اَلْمَعََارِجِ `تَعْرُجُ اَلْمَلاََئِكَةُ وَ اَلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كََانَ مِقْدََارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فبين أن الروح كالملائكة تعرج إليه سبحانه في معارجه و المعراج السلم و مثله قوله سبحانه: رَفِيعُ اَلدَّرَجََاتِ ذُو اَلْعَرْشِ يُلْقِي اَلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىََ مَنْ يَشََاءُ مِنْ عِبََادِهِ و قد جمع سبحانه أهل السعادة و الشقاء جميعا في قوله: وَ لِكُلٍّ دَرَجََاتٌ مِمََّا عَمِلُوا و قوله: وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجََاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلاً و قال سبحانه في أهل الجنة: كُلَّمََا رُزِقُوا مِنْهََا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قََالُوا هََذَا اَلَّذِي رُزِقْنََا مِنْ قَبْلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشََابِهاً و قال في أهل النار: مَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمََا خَبَتْ زِدْنََاهُمْ سَعِيراً إذ قد أخبر سبحانه أن لا وقود لجهنم غير أهلها فخبوها نفاذ من فيها بالاحراق. ـ
اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 242