responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 235

ثم إنّه إذا زال الوجود المستقل عن الأشياء و عادت الثبوتات إلى تحققات وهمية سرابية و بطلت عامة التسبيبات و التشبثات و هو قوله سبحانه: مََا لَكُمْ مِنَ اَللََّهِ مِنْ عََاصِمٍ و قوله: مََا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَ مََا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ و قوله: مََا أَغْنى‌ََ عَنِّي مََالِيَهْ `هَلَكَ عَنِّي سُلْطََانِيَهْ و قوله: يَوْمَ لاََ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً و قوله: لاََ بَيْعٌ فِيهِ وَ لاََ خِلاََلٌ و قوله: وَ لاََ تَنْفَعُهََا شَفََاعَةٌ و قوله: ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مََا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ `مِنْ دُونِ اَللََّهِ قََالُوا ضَلُّوا عَنََّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذََلِكَ يُضِلُّ اَللََّهُ اَلْكََافِرِينَ و قولهم: بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا يقولون إنّا قبل يوم القيامة لم ندع غير الله و لم نعبد له شريكا فهو ظهور كونهم في الدنيا مغرورين بسرابها و لعبها و قد كان باطلا بالحقيقة فقال سبحانه: كَذََلِكَ يُضِلُّ اَللََّهُ اَلْكََافِرِينَ .

و قريب منه قوله سبحانه: ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكََانَكُمْ أَنْتُمْ وَ شُرَكََاؤُكُمْ فَزَيَّلْنََا بَيْنَهُمْ وَ قََالَ شُرَكََاؤُهُمْ مََا كُنْتُمْ إِيََّانََا تَعْبُدُونَ و قوله: تَبَرَّأْنََا إِلَيْكَ مََا كََانُوا إِيََّانََا يَعْبُدُونَ و مرجع الجميع إلى قوله سبحانه: مََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاََّ أَسْمََاءً سَمَّيْتُمُوهََا أَنْتُمْ وَ آبََاؤُكُمْ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ بِهََا مِنْ سُلْطََانٍ و قوله: مََا خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ .

ثم إنّه إذا بطلت الأسباب بينهم و هي المراتب المترتبة المقدرة في الوجود و التأثيرات التي بينها ظهر حكم الباطن و من المعلوم أن الظاهر ظاهر بالباطن فاتحد حينئذ الغيب و الشهادة إذ كل شي‌ء فهو في نفسه و وجوده شهادة و إنما الغيب معنى نسبي يتحقق بفقدان شي‌ء لشي‌ء و غيبوبته عنه إمّا حسّا أو غيره.

و بالجملة بسبب و بارتفاع الأسباب يرتفع كل حجاب يحجب‌

اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست