responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 301

بعبارة أخرى: إنّ التبادر سيكون سبباً للعلم بالوضع، والعلم بالوضع سيقودنا إلى المعنى الحقيقي، غير أنّ التبادر وحصول المعنى في ذهن الإنسان لا يحصل إلّا إذا كان الإنسان عالماً من قبل بوضع اللفظ لذلك المعنى. والنتيجة: أنّ التبادر لا يحصل إلّا إذا علم الإنسان بالوضع، ونحن نريد أن نثبت أنّ الإنسان يحصل له العلم بالوضع من خلال التبادر، أي أنّ التبادر متوقّف على العلم بالوضع، والعلم بالوضع متوقّف على التبادر، وهو الدور المحال.

أجوبة إشكال الدور

غير أنّ إشكال الدور هذا غير تامّ، ويمكن الاجابة عليه بأجوبة ثلاثة:

الأوّل: العلم ارتكازيّ وفعليّ تفصيلي.

توضيحه: يمكن تقسيم العلم إلى قسمين:

الأوّل: العلم الارتكازي، وهو العلم المغفول عنه وغير الملتفت إليه أي هو العلم الراسخ في النفس الذي يجتمع مع الغفلة ولا يلتفت إليه إلّا بمؤونة وتنبيه. مثاله: علم الصائم بحاله في شهر رمضان المبارك، فقد ينوي الصائم صيام شهر رمضان كلّه، ولكنّه قد يغفل عن‌

تلك النيّة في يوم من أيّام هذا الشهر، فإذا ما سئل عن صيامه، قال: إنّي صائم، وما ذلك إلّا لوجود علم ارتكازيّ عنده بأنّه صائم ولو كان غافلًا عنه.

وهكذا في النيّة للغسل الواجب أو المستحبّ التي توجد على نحو علم ارتكازيّ عند الإنسان على طول فترة غسله لا على نحو علم تفصيليّ؛ إذ يصعب بل قد يستحيل أن يكون في كلّ آن ملتفتاً إلى نيّة غسله، وعلى هذا الأساس لو سئل مثل هذا الإنسان وفي أيّ مرحلة من مراحل غسله:

اسم الکتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست