و ما كلّ جدّ في الرّجال محمّد* * * و لا كلّ أمّ في النّساء بتول [1]
أجل، و لا كلّ أب كعليّ، و لا كلّ آخ كالحسن، و لا كلّ أخت كزينب، و لا كل ابن كزين العابدين، و لا كلّ أصحاب كحبيب، و زهير، و برير، و لا كلّ شهيد كالحسين، و يقف يزيد في الموقف المعاكس المناقض في نسبه و أخلاقه و أصحابه، فلا سكّير و شرّير كيزيد، و لا أحد أخبث من أبيه معاوية، و لا عدوّ للّه و رسوله أعدى من جدّه أبي سفيان، و لا آكلة لأكباد الشّهداء، كجدّته هند، و لا أصحاب أكثر لؤما و جرما من ابن زياد، و شمر، و ابن سعد.
قال الإمام الصّادق بقوله: «نحن و آل أبي سفيان تعادينا في اللّه، قلنا: صدق اللّه. و قالوا كذب اللّه» [2]. فالعداء، إذن، بين الصّدق و الكذب، و بين الكفر الّذي يتمثّل بالأمويّين، و بين الإيمان الّذي يتجسّم بأهل البيت، و قد حاول معاوية أن يجمع الحقّ و الباطل، و يجري المصالحة بين الرّحمن و الشّيطان، فكتب إلى
[1] من قصيدة الشّيخ حسن آل أبي عبد الكريم المخزومي من شعراء الشّيعة في القرن الثّامن كما جاء في الغدير: 6/ 398 و: 11/ 210.
[2] انظر، مجمع الزّوائد: 7/ 239، مسند البزّار: 2/ 191 ح 571، وقعة صفّين لنصر بن مزاحم: 318، معاني الأخبار: 246، النّصائح الكافية لمن يتولى معاوية: 46، المعيار و الموازنة: 145.