أنّ هذه الآية الكريمة نصّ صريح في صفات عمر بن سعد، حتّى كأنّها نزلت فيه بالذّات. فلقد دعاه الحسين إلى أن يكون معه، و يدع ابن زياد، فقال ابن سعد: أخاف أن تهدم داري. و هذا مصداق قوله تعالى: وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها:
قال الحسين: أنا أبنيها لك.
قال ابن سعد: أخاف أن تؤخذ ضيعتي. و هذا ما دلّ عليه قوله سبحانه:
وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها.
قال الحسين: أنا أخلف عليك خيرا منها.
قال ابن سعد: أنّ لي بالكوفة عيالا أخاف عليهم ابن زياد. و هذا ما أشار إليه قوله عزّ و جلّ: وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ[2].