و في جريدة الأهرام كتب وزير الثّقافة السّابق الأستاذ فتحي رضوان مقالا مطولا عن حي السّيّدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السّلام)، جاء فيه.
مسجد السّيّدة زينب تشدّ إليه الرّحال، و كأنّه الكعبة، أكثر ممّا تشدّ الرّحال حتّى إلى المسجد الحسيني، فالألوف الّذين يقصدون هذا المسجد من فقراء الرّيف و الحضر، من النّساء و الرّجال، من المرضى و أصحاب الحاجات، من المغلوبين على أمرهم و الّذين سدّت في وجوههم الأبواب، و تحطّمت الآمال، كانوا قد أطلقوا على صاحبة الضّريح أسماء تدخل إلى قلوبهم العزاء، و تبعث فيهما الرجاء، فقد كانوا يهتفون «يا أمّ العواجز و يا أمّ هاشم».
و لكم رأيت رجالا و نساء، في مقتبل العمر، و في خريف الحياة، قد وضعوا أيديهم على شبّاك ضريح السّيّدة، و رائحة البخور تملأ المسجد كلّه ثمّ راحوا يهمسون في اذن أمّ العواجز، و قد تمثّلت لهم بشرا سويّا، يسمع و يتنفس، و يمد راحتيه و يضع بينهما أيدي الزّائرين و القاصدين، و لكن سمعت هذا الهمس الخفيض، و أنا صبي أكاد أميّز الأشياء، فأشعر أنّ هذا ليس سوى لقاء هيام و غرام، يصل فيه الوجد إلى أقصاه و ترق المناجاة تهطل فيه الدّموع، و تصعد فيه