ثالثا: لننبّه إلى هذا الكتاب القيم الّذي لم يؤلّف مثله في موضوعه، و الّذي يجب أن يقرأه كلّ عالم، و كاتب، و طالب ... و الغريب أن يكون مجهولا لدى كثير من الشّيعة، و هو فيهم و لهم، و قد مضى على تأليفه أكثر من ست سنوات.
و إذا دلّ جهلنا بهذا الكتاب و ما إليه على كلّ شيء فإنّما يدل على أننا بعيدون عن الحياة كلّ البعد، بعيدون، حتّى عن تأريخنا، و أنفسنا و واقعنا ... لقد أدرنا ظهورنا إلى المطابع، و ما تخرجه من كتب و صحف، تصور حياة النّاس، كلّ النّاس، و استقبلنا بوجوهنا المادّة، فلا نفكّر إلّا بها، و لا نفتح أعيننا إلّا عليها، و لا نمد أيدينا إلّا إليها، و لا نستطعم شيئا سواها، و من أجلها نبغض و نحب، و نقف على الأبواب نطبّل و نزمّر للزّعماء و أبناء الدّنيا. و مع ذلك أعلم النّاس، و أحسن النّاس، و أشرف من في الكون ...