responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 382

تستكثر شيئا في سبيل اللّه و طاعته، حتّى قتل أخيها، و ذبح أبنائها، و السّير بها مسبيّة من بلد إلى بلد ... لقد قدم إبراهيم على ذبح ولده إسماعيل طاعة للّه، و استسلم الولد مختارا للذّبح امتثالا لأمر اللّه ... و هكذا سيّدة الطّفّ استسلمت لقضاء اللّه، و رضيت به، و لم تستكثر و تستعظم ما حلّ بها، تماما كما استسلم إبراهيم و إسماعيل لأمر اللّه و إرادته.

شأن أهل البيت‌

ارتحل ابن سعد بجيشه من كربلاء في زوال اليوم الحادي عشر من المحرّم، و معه نساء الحسين و صبيته و جواريه، و بعض نساء أصحابه الّذين استشهدوا معه، و كانت النّساء عشرين امرأة، و الإمام زين العابدين، و ولده الإمام الباقر، و كان له من العمر سنتان و شهور، و ثلاثة من أبناء الإمام الحسن، و هم الحسن المعروف بالمثنى، و زيد، و عمر، و طلبت النّسوة من جيش الطّغاة أن يمروا بهنّ على القتلى ... و حين نظرنّ إلى جسد الحسين صحنّ و بكينّ، لطمنّ الخدود، فاشتدّت الحال على الإمام السّجّاد، و جاد بنفسه، و قد انهكه المرض، فقالت له سيّدة الطّفّ:

«مالي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي و أبي و اخوتي؟ ... فو اللّه أنّ هذا لعهد من اللّه إلى جدّك و أبيك ... أنّ قبر أبيك سيكون علما لا يدرس أثره، و لا يمحى رسمه على كرور اللّيالي و الأيّام، و ليجتهد أئمّة الكفر، و أشياع الضّلال في محوه و تطميسه، فلا يزداد أثره إلّا علّوا» [1].


[1] انظر، كامل الزّيارات لابن قولوية: 445، العوالم: 362، البحار: 28/ 57 و: 45/ 179.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست