responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 33

هل أقدم الحسين على التّهلكة

قد يتساءل: كيف تحدّى إبراهيم الخليل (عليه السّلام) شعور قومه، و أهانهم في آلهتهم و أعظم مقدّساتهم، و لم يعبأ بالنّمرود صاحب الحول و الطّول؟! هذا، و هو أعزل من السّلاح، و المال لا ناصر له، حتّى أبويه لم يجرءا على مناصرته و الذّب عنه.

حطّم الخليل آلهة قومه، و داسها بقدميه، و قال للألوف المؤلّفة: أُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‌ [1]، و لم يخش سطوتهم، و نارهم الّتي أو قدوها لحرقة حيّا.

و موسى الكليم (عليه السّلام) الشّريد الطّريد الّذي أكل بقلة الأرض حتّى بانت خضرتها من شفيف بطنه لهزاله، و حتّى سأل ربّه قطعة خبز، و تضرّع إليه بقوله: رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [2]. هذا الفقر إلى لقمة الخبز يصرخ في وجه فرعون المتألّه، صاحب النّيل، و الملك العريض الطّويل، و يقول له: «أنت الضّال المضّل! ...

و محمّد اليتيم (صلّى اللّه عليه و آله)[3] الّذي لا يملك شيئا من حطام الدّنيا [4] كيف سفّه أحلام‌


[1] الأنبياء: 67.

[2] القصص: 24.

[3] ماتت أمّه، و له ست سنين. انظر، الخصائص الكبرى: 1/ 80. الحاوي للفتاوي: 2/ 22، السّيرة لزيني دحلان بهامش السّيرة الحلبيّة: 1/ 57. السّيرة لابن هشام: 1/ 168، مروج الذّهب: 2/ 275، الطّبقات الكبرى لابن سعد: 1/ 116، البداية و النّهاية لابن كثير: 2/ 255، تأريخ الطّبريّ:

2/ 272، الرّوض الأنف للسّهيلي: 1/ 8، تأريخ اليعقوبيّ: 2/ 6، حاشية البجيرميّ: 2/ 249، مسالك الحنفا: 63، دلائل النّبوّة للبيهقي: 1/ 188.

[4] كلّ ما ورثه النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) من أبويه أمة، و هي أمّ أيمن، و خمسة جمال، و قطيعة غنم، و قد أعتق أمّ أيمن حين تزوّج بخديجة. (منه (قدّس سرّه)). انظر، تركة النّبي: 1/ 101.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست