شاءت الأقدار أن تلقي بالسّيّدة الحوراء في أحضان المصائب و الأحزان منذ الطّفّ و لة إلى آخر يوم في حياتها ... فمن يقف على سيرتها يجد سلسلة من حلقات متّصلة من الآلآم منذ البداية، حتّى النّهاية.
و أي إنسان خلت أو تخلو حياته من الهموم و الأكدار، حتّى أصحاب السّلطان، و الجاه، و الثّراء لا منجاة لهم من ضربات الزّمان، و طواريء الحدثان ... و قديما قيل على لسان الإمام عليّ: «الدّهر يومان: يوم لك، و يوم عليك؛ فإذا كان لك فلا تبطر، و إذا كان عليك فاصبر!» [1]. و من الّذي حقّق جميع رغباته، و لم يفقد قريبا من أقربائه، و عزيزا من أعزائه.
و لكن من غير المألوف و المعروف أن يعيش «إنسان» في خضّم من المحن و الأرزاء، كما عاشت السّيّدة زينب الّتي إنهالت عليها الشّدائد من كلّ جانب الواحدة تلو الأخرى، حتّى سميّت أمّ المصائب، و أصبحت هذه الكنية علما خاصّا بها.
فقد شاهدت وفاة جدّها رسول اللّه، و تأثيرها على المسلمين بعامّة، و على أمّها و أبيها، و أهل بيتها بخاصّة، قال أمير المؤمنين: «نزل بي من وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ما