فإذا جعفر يطير مع الملائكة، و إذا حمزة مع أصحابه» [1]. و حين قدم جعفر من الحبشة قال النّبيّ: «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا بقدوم جعفر أو بفتح خيبر، و قبّل ما بين عينيه» [2].
الهجرة إلى الحبشة:
قال صاحب السّيرة النّبويّة:
«قال لمّا رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ما يصيب أصحابه من البلاء و ما هو فيه من العافية بمكانه من اللّه، و من عمّه أبي طالب، و أنّه لا يقدر على أن يمنعهم ممّا هم فيه من البلاء، قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإنّ بها ملكا لا يظلم أحد عنده و هي أرض صدق حتّى يجعل اللّه لكم فرجا ممّا أنتم فيه، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة، و فرارا إلى اللّه عزّ و جلّ بدينهم فكانت أوّل هجرة في الإسلام» [3].
امتثلوا أمر الرّسول، و ذهبوا إلى الحبشة، و كان فيمن هاجر إليها جعفر الطّيّار،
[1] انظر، ذخائر العقبى: 216، الإستيعاب: 1/ 211- 213، ربيع الأبرار: 3/ 364، فتح الباري: 7/ 62، تحفة الأحوذي: 10/ 183، الكامل في التّأريخ: 3/ 230.
[2] انظر، المصنّف لابن أبي شيبة: 6/ 281 ح 3226، الآحاد و المثاني: 1/ 276 ح 363، المعجم الكبير: 2/ 108 ح 1469، شعب الإيمان: 6/ 477 ح 6968، فتح الباري: 11/ 52، تفسير القرطبي: 15/ 215، تفسير ابن كثير: 3/ 468، الطّبقات الكبرى: 3/ 108 و: 4/ 35.