و لسائل أن يسأل: هل من دليل يلزم النّاس بمودّتهم غير شهادة كتاب اللّه و الحديث؟ هل من سبيل يقنع من لا يؤمن باللّه، و لا بالرّسول يقنعه بدليل معقول مقبول أنّ مودّة أهل البيت يفرضها الوجدان، و منطق العدل على كلّ إنسان مسلما كان أو غير مسلم؟.
أجل، أنّ من يوالي الحقّ و العدل يوالي أهل البيت، و من يعادي الحقّ يعادي أهل البيت، لأنّ أهل البيت هم الحقّ، و الحقّ هو أهل البيت.
و قد تقول: هذه دعوى تفتقر إلى إثبات.
و الجواب: أنّ أي دليل على ذلك أدل من أن يكون الحسين بنفسه صاعقة إلهية تنفجر على الباطل؟! و أي شاهد أصدق من الدّماء و الأرواح تبذل لنصرة الحقّ؟! ثمّ هذا النّشيد، و الهتاف باسم الحسين ألا يدل على أنّ الحسين هو الحقّ؟! و إذا لم يكن الحسين هو الحقّ فلماذا كلّ هذا العداء و البغض من يزيد الباطل؟.
و بقدر ما بلغ الحسين من الحقّ، إن صحّ التّعبير بلغ يزيد من الباطل، و كما عبّر الحسين بإستشهاده عن مكانته من الحقّ فقد عبّر يزيد بضراوته عن منزلته من الباطل. لقد بلغ الحنذق و الغيظ بيزيد إن فعل بالحسين و أهله ما فزعل، لا لشيء إلّا عداوة للحقّ، و هذا ما أراد الحسين أن يعلنه للملأ، و يخبر به الأجيال، فسأل يزيد قائلا: «ويّحكم! أخبروني أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو بمال لكم استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟» [1].