و ولدت له أولادا [1]، و مات و هو مشرك، و عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ دخل يوم الفتح على أمّ هاني، و كان جائعا، فقالت: يا رسول اللّه أنّ أصهارا لي قد لجؤا إليّ، و أنّ أخي عليّا لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و أخاف أن يعلم بهم، فيقتلهم، فجعل من دخل دار أمّ هاني آمنا.
فقالت: ليس عندي إلّا كسر يابسة، و استحي أقدّمها لك.
قال: هلمي بهنّ؛ و لمّا أتته بكسر الخبز، وضعهنّ بالماء و الملح
و قال لها: هل من إدام؟
قالت: ما عندي إلّا شيء من خلّ، فصبّه النّبيّ على طعامه. و أكل منه، ثمّ حمد اللّه، و قال: نعم الإدام الخلّ، يا أمّ هاني، لا يفتقر بيت فيه خلّ [3].
و اسلم جعفر قبل هجرة الرّسول إلى المدينة، و هاجر مع جماعة من المسلمين إلى الحبشة، و كان النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) شديد الحبّ له، فقد قال له يوما:
[1] انظر، كتاب العقد الفريد: 5/ 313 طبعة 1953 م، و: 5/ 87.
[2] انظر، المستدرك على الصّحيحين: 4/ 59 ح 6875، مجمع الزّوائد: 6/ 176، سنن ابن ماجه:
[3] أراد النّبيّ أن يهوّن على ابنة عمّه، كي لا يدخل في روعها أنّها قصّرت بحقّه، و أن يعطي درسا عامّا لجميع النّاس بأنّ كلّ ما تيسّر من الطّعام فهو خير خلّا كان أو غيره، و إنّما ذكر الخلّ بالخصوص؛ لأنّه الميسور في ساعته تلك، و غير بعيد أنّه لو لم يوجد عند أمّ هاني إلّا الملح لقال (صلّى اللّه عليه و آله): «نعم الأدام الملح». (منه (قدّس سرّه)). انظر، المصادر السّابقة.