كان مصرع الحسين (عليه السّلام) بدء نهاية الحكم الأموي، إذ هو السّبب الأكبر لظهور الدّعوة إلى آل البيت النّبوي، و انتشارها في أرجاء العالم الإسلامي، حتّى اسفرت عن زوال تلك الدّولة و قيام دولة بني العبّاس. لأنّ العرب و المسلمين على السّواء اعتبروا هذا الحادث عدوانا أثيما على بيت النّبوّة و لذلك أصبح سهل كربلاء بقعة مقدّسة، كثرت حولها المؤلّفات و الأشعار و القصّص. و ممّا رواه الإمام السّادس أنّ النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) قال: «أنّ الملائكة حملت ترابا مقدّسا من القدس إلى كربلاء قبل ألف سنة ليكون قبرا» [1]. و قيل: «أنّ الإمام عليّ رضى اللّه عنه تحدّث عن قداسة المكان فقال: «أنّ مئتي نبي و مئتي مندوب للأنبياء و مئتين من أبناء الأنبياء يودون أن يدفنوا هنا» [2].
فليس بغريب إذن أن يصبح الموضع الّذي دفن فيه جسد سيّد الشّهداء مزارا، يحجّ إليه النّاس للتّبرك به، و تأدية واجب الإحترام له. و اسم كربلاء أطلق أصلا
[1] انظر، قريب من هذا في مستدرك الصّحيحين: 3/ 176، الإصابة: 1/ 68 و: 8/ 267، و: