على هؤلاء و أمثالهم لا لشيء إلّا لأنّهم آثروا العاجلة على الآجلة، و استجابوا لأهواء الأولاد و الأرقاب، و استبدّت بهم الشّهوات و المنافع، و لم يرعوا أمر اللّه و حرمة الدّين.
و نحن نكرّم أهل البيت، و نقيم لهم الحفلات، و نحي الذّكريات لأنّهم جاهدوا و ضحّوا في سبيل اللّه، و جابهوا الباطل، و قاوموا العدوّان و لم يثنهم الخوف على منصب أو ولد، و لكنّا في نفس الوقت نستجيب لأهواء الأولاد و الأرقاب، و تستبد بنا الشّهوات، و لم نراع للّه أمرا و لا نهيا، تماما كما فعل أعداء أهل البيت، نحن في أقوالنا و مظاهرنا مع الرّسول و عترته، و في أفعالنا و واقعنا مع الّذين حاربوا اللّه و رسوله، و عاندوا الحقّ و أهله.
نحن لا نطلب من المسلم أن يكون حسينا، و لا كأصحاب الحسين، و لكن نطلب منه أن لا يكون كابن سعد، و أصحاب ابن سعد نطلب أن لا يسمّي الظّلم عدلا، و الباطل حقّا تملقا لأبناء الدّنيا و رغبة في ما بأيديهم، نريده أن يقول للظّالم يا ظالم، و لا يسكت عن الحقّ. أنّ السّكوت عن الحقّ و مدراة الطّغاة و أصحاب المال، و الجاه لا تجتمع مع موالاة أهل البيت الّذين كانوا حربّا على كلّ طاغ و باغ؛ قال الإمام الباقر (عليه السّلام) لجابر الجعفي:
«اعلم بأنّك لا تكون لنا وليّا إلّا إذا اجتمع عليك أهل مصرك و قالوا: إنّك رجل سوء لم يحزنك ذلك، و لو قالوا: إنّك رجل صالح لم يسرّك ذلك و لكن اعرض نفسك على كتاب اللّه، فإن كنت سالكا سبيله، زاهدا في تزهيده، راغبا في ترغيبه، خائفا من تخويفه فأثبت و أبشر، فإنّه لا يضرّك ما قيل فيك. و إن كنت مباينا للقرآن فماذا الّذي يغرّك من نفسك؟!. إنّ المؤمن معني بمجاهدة