«قيل لرجل شهد يوم الطّفّ مع عمر بن سعد: «ويحكم أ قتلتم ذرّيّة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟! فقال: عضضّت بالجندل [1] أنّك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا، ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها، كالأسود الضّارية، تحطّم الفرسان يمينا و شمالا، و تلقي أنفسها على الموت، لا تقبل الأمان، و لا ترغب في المال، و لا يحول حائل بينها و بين الورود على حياض المنيّة، أو الإستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنّا فاعلين لا أمّ لك؟!».
و من أجل ذلك صاح عمر بن الحجّاج برفاقه المارقين:
«ويلكم يا حمقاء، مهلا، أتدرون من تقاتلون؟ إنّما تقاتلون فرسان المصر، و أهل البصائر، و قوما مستميتين .... لا برز إليهم منكم أحد [2]. و من أجل ذلك