ثَامِنُهَا وَ لَمَّا رُمِيَتْ بِمَا رُمِيَتْ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ ص وَ اسْتَشَارَنِي فِي أَمْرِهَا فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلْ جَارِيَتَهَا بَرِيرَةَ وَ اسْتَبْرِئْ حَالَهَا[1] مِنْهَا فَإِنْ وَجَدْتَ عَلَيْهَا شَيْئاً فَخَلِّ سَبِيلَهَا فَإِنَّ النِّسَاءَ[2] كَثِيرَةٌ» «فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ أَنْ أَتَوَلَّى مَسْأَلَةَ بَرِيرَةَ وَ أَسْتَبْرِئَ الْحَالَ مِنْهَا فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَحَقَدَتْ عَلَيَّ وَ وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهَا سُوءً لَكِنِّي نَصَحْتُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ص[3] وَ أَمْثَالُ ذَلِكَ فَإِنْ شِئْتُمْ فَاسْأَلُوهَا مَا الَّذِي نَقَمَتْ عَلَيَّ حَتَّى خَرَجَتْ مَعَ النَّاكِثِينَ لِبَيْعَتِي وَ سَفْكِ دِمَاءِ شِيعَتِي وَ التَّظَاهُرِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِعَدَاوَتِي لِلْبَغْيِ[4] وَ الشِّقَاقِ وَ الْمَقْتِ لِي بِغَيْرِ سَبَبٍ يُوجِبُ ذَلِكَ فِي الدِّينِ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ»[5] فَقَالَ الْقَوْمُ: الْقَوْلُ وَ اللَّهِ مَا قُلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَقَدْ كَشَفْتَ الْغُمَّةَ وَ لَقَدْ نَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلَى بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ص مِمَّنْ عَادَاكَ فَقَامَ الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ فَمَدَحَهُ فِي أَبْيَاتٍ نَكْتَفِي[6] بِمَا ذَكَرْنَاهُ[7] مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ عَنْ إِيرَادِهَا.
[1]- ق، ط: الحال.
[2]- ق، ط: فالنساء.
[3]- قارن بشرح نهج البلاغة ج 9 ص 194.
[4]- ط: إلّا البغي.
[5]- قارن بشرح نهج البلاغة ج 9 ص 192- 199.
[6]- ق، ط: يتصل.
[7]- ق، ط:+ و يغني ما أثبتناه.