خطبة أمير المؤمنين ع في ذم أهل البصرة

وَ رَوَى نَصْرٌ عَنْ‌[1] عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ قَسَّمَ مَا حَوَاهُ الْعَسْكَرُ قَامَ فِيهِمْ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِهِ وَ قَالَ:

«أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ‌ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَ مَغْفِرَةٍ دَائِمَةٍ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ وَ قَضَى أَنَّ نِقْمَتَهُ وَ عِقَابَهُ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِهِ يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ يَا أَهْلَ الْمُؤْتَفِكَةِ وَ يَا جُنْدَ الْمَرْأَةِ وَ أَتْبَاعَ الْبَهِيمَةِ! رَغَا فَأَجَبْتُمْ‌[2] وَ عُقِرَ فَانْهَزَمْتُمْ أَحْلَامُكُمْ دِقَاقٌ وَ عَهْدُكُمْ شِقَاقٌ وَ دِينُكُمْ نِفَاقٌ وَ أَنْتُمْ فَسَقَةٌ مُرَّاقٌ يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنْتُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ‌[3] أَرْضُكُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَاءِ بَعِيدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ خَفَّتْ عُقُولُكُمْ وَ سَفِهَتْ أَحْلَامُكُمْ شَهَرْتُمْ سُيُوفَكُمْ وَ سَفَكْتُمْ دِمَاءَكُمْ وَ خَالَفْتُمْ إِمَامَكُمْ فَأَنْتُمْ أَكَلَةُ الْآكِلِ وَ فَرِيسَةُ الظَّافِرِ فَالنَّارُ لَكُمْ مُدَّخَرٌ وَ الْعَارُ لَكُمْ مَفْخَرٌ يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ نَكَثْتُمْ بَيْعَتِي وَ ظَاهَرْتُمْ عَلَى ذَوِي عَدَاوَتِي فَمَا ظَنُّكُمْ يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ» الْآنَ‌[4]

[1]- في النسخ الثلاث: بن، و هو محرّفة كلمة عن.

[2]- م، ط: فرجفتم.

[3]- ق، ط:- يا أهل البصرة أنتم شرّ خلق اللّه.

[4]- عيون الأخبار ج 1 ص 217، و الأخبار الطوال ص 151- 152، و تفسير القمّيّ ج 2 ص 339- 340، و العقد الفريد ج 4 ص 328، و مروج الذهب ج 2 ص 377، و نهج البلاغة ص 55- 56 خ 13 و 14، و نثر الدر ج 1 ص 315، و مناقب الخوارزمي ص 189، و الاحتجاج ج 1 ص 250، و معجم البلدان ج 1 ص 436، و تذكرة الخواص ص 79- 80، و بحار الأنوار ج 32 ص 225- 226. و في شرح هذه الخطبة راجع-- منهاج البراعة ج 1 ص 160- 163، و شرح نهج البلاغة ج 1 ص 251- 253.