فَرَأَيْتَ رَوْضَةً وَ غَدِيراً[1] فَقُلْتَ يَا قَوْمِي الْنُّجْعَةَ النُّجْعَةَ[2] فَأَبَوْا مَا كُنْتَ بِمُسْتَنْجِحٍ بِنَفْسِكَ» فَأَخَذْتُ بِإِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِهِ وَ قُلْتُ أُبَايِعُكَ[3] عَلَى أَنْ أُطِيعَكَ مَا أَطَعْتَ اللَّهَ فَإِذَا عَصَيْتَهُ فَلَا طَاعَةَ لَكَ عَلَيَ[4] فَقَالَ «نَعَمْ» وَ طَوَّلَ بِهَا[5] صَوْتَهُ فَضَرَبْتُ عَلَى يَدِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَ كَانَ فِي[6] نَاحِيَةِ الْقَوْمِ فَقَالَ «إِذَا انْطَلَقْتَ إِلَى قَوْمِكَ فَأَبْلِغْهُمْ كُتُبِي وَ قَوْلِي» فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ قَالَ إِنَّ قَوْمِي إِذَا أَتَيْتُهُمْ يَقُولُونَ مَا يَقُولُ صَاحِبُكَ فِي عُثْمَانَ فَسَبَّ عُثْمَانَ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَرَأَيْتُ عَلِيّاً قَدْ كَرِهَ ذَلِكَ حَتَّى رَشَحَ[7] جَبِينُهُ وَ قَالَ «أَيُّهَا الْقَوْمُ كُفُّوا مَا إِيَّاكُمْ يَسْأَلُ»[8] قَالَ فَلَمْ أَبْرَحْ عَنِ الْعَسْكَرِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ ع أَهْلُ الْكُوفَةِ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ نَرَى إِخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَاتِلُونَنَا وَ جَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَ يَعْجَبُونَ وَ يَقُولُونَ وَ اللَّهِ لَوِ الْتَقَيْنَا لَتَعَاطَيْنَا الْحَقَّ كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ لَا يَقْتَتِلُونَ[9] وَ خَرَجْتُ بِكِتَابَيْ عَلِيٍّ ع فَأَتَيْتُ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ فَقَبِلَ الْكِتَابَ وَ أَجَابَهُ وَ دُلِلْتُ عَلَى الْآخَرِ وَ كَانَ مُتَوَارِياً فَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ كُلَيْبٌ مَا أَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ دَفَعْتُ[10] الْكِتَابَ إِلَيْهِ وَ قُلْتُ هَذَا كِتَابُ عَلِيٍّ وَ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَ قُلْتُ إِنِّي أَخْبَرْتُ عَلِيّاً أَنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ الْكِتَابَ وَ لَمْ يُجِبْهُ إِلَى مَا سَأَلَهُ وَ قَالَ لَا حَاجَةَ لِيَ الْيَوْمَ فِي
[1]-« الروضة: الأرض ذات الخضرة» لسان العرب ج 7 ص 162( روض). و« الغدير: النهر» المصباح المنير ص 520( غدر).
[2]-« النجعة: المذهب في طلب الكلا في موضعه» لسان العرب ج 8 ص 347( نجع).
[3]- ط: أبايع.
[4]- ق، ط: علينا.
[5]- ق، ط:- بها.
[6]- ق، ط: من.
[7]-« رشح جبينه: عرق» تاج العروس ج 6 ص 393( رشح).
[8]- ق:+ و لا عنكم سأل؛ ط:+ و لا عنكم سائل.
[9]- ق: لا تقتلون؛ ط: لا يقتلون.
[10]- م: رفعت.