قَدِمْتُ بِكِتَابِكَ عَلَى امْرِئٍ عَاقٍ‌[1] شَاقٍّ بَعِيدِ الرَّحْمِ ظَاهِرِ الْغِلِّ وَ الشِّقَاقِ وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِهَذَا الْكِتَابِ مَعَ الْمُحِلِ‌[2] بْنِ خَلِيفَةَ أَخِي طَيِ‌ءٍ وَ هُوَ مِنْ شِيعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ مَا قِبَلَنَا فَاسْأَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ وَ اكْتُبْ إِلَيَّ بِرَأْيِكَ أَتَّبِعْهُ وَ السَّلَامُ‌[3].

فَلَمَّا قُدِّمَ الْكِتَابُ إِلَى عَلِيٍّ ع وَ قَرَأَهُ دَعَا الْحَسَنَ ابْنَهُ وَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ[4] وَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ فَبَعَثَهُمْ إِلَى أَبِي مُوسَى وَ كَتَبَ مَعَهُمْ:

«مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ يَا ابْنَ الْحَائِكِ وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ بُعْدَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ لَهُ أَهْلًا وَ لَا جَعَلَ لَكَ فِيهِ نَصِيباً سَيَمْنَعُكَ مِنْ رَدِّ أَمْرِي وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ الْحَسَنَ وَ عَمَّاراً وَ قَيْساً فَأَخْلِ لَهُمُ الْمِصْرَ وَ أَهْلَهُ وَ اعْتَزِلْ عَمَلَنَا مَذْؤُماً[5] مَدْحُوراً[6] فَإِنْ فَعَلْتَ وَ إِلَّا فَإِنِّي أَمَرْتُهُمْ أَنْ يُنَابِذُوكَ‌ عَلى‌ سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ‌ فَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ قَطَعُوكَ إِرْباً إِرْباً وَ السَّلَامُ عَلَى مَنْ شَكَرَ النِّعْمَةَ وَ رَضِيَ بِالْبَيْعَةِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ رَجَاءَ الْعَاقِبَةِ[7]..

[1]- م: حاق.

[2]- م، ق: المغل، و هو تصحيف.

[3]- تاريخ الطبريّ ج 4 ص 499، و الكامل ج 3 ص 260، و شرح نهج البلاغة ج 14 ص 9، و الدر النظيم ج 1 الورقة 122، و بحار الأنوار ج 32 ص 86.

[4]- م، ق:- بن ياسر.

[5]- م، ط: مذموما.

[6]-« الدحور: الطرد و الإبعاد، قال اللّه عزّ و جلّ‌ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً[ الأعراف( 7): 18] أي مقصى، و قيل مطرودا» لسان العرب ج 4 ص 278( دحر).

[7]- تاريخ الطبريّ ج 4 ص 500، و مروج الذهب ج 2 ص 368، و تجارب الأمم ج 1 ص 312- 313، و الكامل ج 3 ص 260- 261، و شرح نهج البلاغة ج 14 ص 10، و الدر النظيم ج 1 الورقة 124، و بحار الأنوار ج 32 ص 86- 87، و معادن الحكمة ج 1 ص 343- 344.