و هذا الخبر و الذي
تقدمه مع ما ذكرناه من الأثر موجود في مصنفات أصحاب السير فقد أورده أبو مخنف لوط
بن يحيى في كتابه الذي صنفه في حرب الجمل و جاء به الثقفي عن رجاله الكوفيين و
الشاميين و غيرهم و لم يورد أحد من أصحاب الآثار نقيضه في معناه و لا أثبت ضده في
فحواه و من تأمل ذلك علم أن القوم لم يكونوا فيما صنعوه على جميل طوية في الدين و
لا نصيحة للمسلمين و أن الذي أظهروه من الطلب بدم عثمان إنما كان تشبيها و تلبيسا
على العامة و المستضعفين و لو لا ما جعلوه من شعارهم بدعوى الانتصار بعثمان و
التظاهر بتظليم قاتليه و خاذليه