فهذا تصريح منها ببغضها
له و مقتها إياه و لم يكن ذلك منه ع إلا النصيحة لله و لرسوله و اجتهاده في الرأي
و نصحه و امتثاله لأمر النبي ص و مسارعته إلى طاعته.
و من ذلك ما رواه كافة
العلماء من حديث عكرمة و ابن عباس و أن عكرمة خبره عن حديث حدثته عائشة في مرض
رسول الله ص الذي توفي فيه حتى انتهت من ذلك إلى قولها فخرج رسول الله ص متوكئا
على رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل بن العباس[4] فقال عبد الله بن العباس لعكرمة فلم
تسم لك الآخر قال لا و الله ما سمته فقال أ تدري من هو قال لا قال ذلك علي بن أبي
طالب ع و ما كانت و الله أمنا تذكره بخير و هي تستطيع[5].
[1]- ق، ط: خشبا. و« العسيب: جريدة من النخل
مستقيمة دقيقة، يكشط خوصها و جمعه: عسب بضمتين» لسان العرب ج 1 ص 599( عسب).
[2]-« أرهب فلانا: خوّفه و فزّعه» المعجم الوسيط ج
1 ص 376( رهب).
[3]- مغازي الواقدي ج 1 ص 430، و مصنف عبد الرزاق
ج 5 ص 415، و سيرة ابن هشام ج 3 ص 313، و صحيح البخاريّ ج 3 ص 155، و الكشّاف ج 4
ص 453- 454، و شرح نهج البلاغة ج 9 ص 194. و من الجدير بالذكر أنّ هذه القصّة
مختلقة، بل الآية نزلت في مارية القبطيّة، و لعلّ كذب هذه لم يخف على معلّم الأمّة
شيخنا المفيد رحمه اللّه و لكنّه ذكره مماشاة للمؤرخين ليسجّل اعتراف عائشة بأنّها
كانت تحقد على أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا دخل له فيه و إنّما كان ممتثلا
لأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لتعرف الحقيقة و يستبين الحال. للتفصيل
راجع تفسير القمّيّ ج 2 ص 99- 100، و الميزان ج 15 ص 96- 105، و حديث الإفك.
[5]- طبقات ابن سعد ج 2 ص 231- 232، و مسند أحمد ج
6 ص 38 و 228، و صحيح البخاريّ ج 1 ص 162، و صحيح مسلم ج 4 ص 138- 139، و المستدرك
ج 3 ص 56، و الإرشاد ص 164، و السنن الكبرى، ج 1 ص 31، و الإحسان ج 8 ص 198، و
الصوارم المهرقة ص 105.
اسم الکتاب : الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 158