اسم الکتاب : الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 132
بطلان آراء أهل الفرق
قال الشيخ المفيد أبو
عبد الله أدام الله تأييده قد دللنا على إمامة أمير المؤمنين ع من جهة النص عليه[1] من رسول
الله ص و باختيار[2] له من ذوي
العقول و العلم و الفضل و الرأي على ما يذهب إليه المخالفون في ثبوت الإمامة و
انعقادها و أنبأنا عن عصمته ع بما سلف و شرحنا القول في طريقها و أوضحناه و ذكرنا
الأخبار الواردة من طريق الخاصة و العامة في وجوب حقه و برهان صوابه و تحريم خلافه
و في ذلك إبطال ما ذهب إليه كافة خصومنا على اختلافهم في تصويب محاربيه و الوقوف
في ذلك و الشك فيه و في ما أصلناه من ذلك و رسمناه في معناه غنى عن تكلف كلام في
فساد مذهب واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد على ما شرحناه عنهما في صدر هذا الكتاب من
شبهات المذهب الرذل و إبطال مذهب الأصم و أتباعه و نقض شبهات الحشوية في تصويب
الجماعة و إفساد ما ذهب إليه كل فريق منهم في تخطئتهم بأسرهم و إقامة البرهان على
صحة ما ذهب إليه الشيعة و من شاركهم من قبائل المعتزلة و المرجئة و الخوارج و
تصويب أمير المؤمنين في حرب[3] البصرة و
الشام و تخطئة محاربيه في هذين المقامين و ضلالهم في ذلك عن طريق الرشاد و فيما
أثبتناه من عصمته ع و حقه أيضا دليل مقنع في إبطال مذهب الخوارج المبدعة في إنكار
التحكيم و ترك القتال عند الموادعة حسب ما قدمناه.
و نحن نشفع ذلك بأسباب
فتنة البصرة على ما بطن منها عن كثير من الناس