عَلِيٌّ ع وَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُمْ مَا صُنِعَ بِي وَ عَرَفْتُمْ رَأْيَ الْقَوْمِ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِمْ.
فَأَقْبَلُوا عَلَى الْأَنْصَارِ فَقَالُوا يَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْصَارُ رَسُولِهِ وَ بِرَسُولِهِ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَ قَدْ عَلِمْتُمْ فَضْلَ عَلِيٍّ وَ سَابِقَتَهُ فِي الْإِسْلَامِ وَ قَرَابَتَهُ وَ مَكَانَتَهُ الَّتِي كَانَتْ لَهُ مِنَ النَّبِيِّ ص وَ إِنْ وَلِيَ أَنَالَكُمْ[1] خَيْراً فَقَالَ الْقَوْمُ نَحْنُ أَرْضَى النَّاسِ بِهِ مَا نُرِيدُ بِهِ بَدَلًا ثُمَّ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى بَايَعُوهُ[2].
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ أَنَّهُ قَالَ: يَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ قَدْ عَرَفْتُمْ رَأْيِي وَ نُصْحِي وَ مَكَانِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ اخْتِيَارِهِ إِيَّايَ فَرُدُّوا هَذَا الْأَمْرَ إِلَى أَقْدَمِكُمْ إِسْلَاماً وَ أَوْلَاكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ ص لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ أُلْفَتَكُمْ وَ يَحْقِنَ بِهِ دِمَاءَكُمْ فَأَجَابَهُ الْقَوْمُ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ[3].
وَ رَوَى سَيْفٌ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ ع سَأَلُوهُ أَنْ يَنْظُرَ فِي أُمُورِهِمْ وَ بَذَلُوا لَهُ الْبَيْعَةَ فَقَالَ لَهُمْ الْتَمِسُوا غَيْرِي فَقَالُوا نَنْشُدُكَ اللَّهَ أَ مَا تَرَى الْفِتْنَةَ أَ لَا تَخَافُ اللَّهَ فِي ضِيَاعِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمَّا أَلَحُّوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ إِنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ حَمَلْتُكُمْ عَلَى مَا أَعْلَمُهُ وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي كُنْتُ كَأَحَدِكُمْ فَقَالُوا قَدْ رَضِينَا بِحُكْمِكَ وَ مَا فِينَا مُخَالِفٌ لَكَ فَاحْمِلْنَا عَلَى مَا تَرَاهُ ثُمَّ بَايَعَتْهُ الْجَمَاعَةُ[4].
[1]-« أنا له: أعطاه» لسان العرب ج 11 ص 683.
[2]- تاريخ الطبريّ ج 4 ص 432- 434، و الفتوح م 1 ص 431- 432، و المغني ج 20 ق 2 ص 66، و المسألة الكافية كما في بحار الأنوار ج 32 ص 32، و الكامل ج 3 ص 193، و حياة الحيوان ج 1 ص 682.
[3]- قارن بالفتوح م 1 ص 432.
[4]- تاريخ الطبريّ ج 4 ص 434، و الكامل ج 3 ص 193، و قارن بالفتوح م 1 ص 431- 432، و بحار الأنوار ج 32 ص 8.