responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوسل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 115

الاستغاثة والتوسّل والتشفّع والتوجّه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ذكره في "تحقيق النصرة" و "مصباح الظلام" واقع في كل حال، قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدّة البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة.

فأمّا الحالة الأُولى فحسبك ما قدمته في المقصد الأوّل من استشفاع آدم (عليه السلام) به لما أُخرج من الجنّة، وقول الله تعالى له: يا آدم لو تشفّعت إلينا بمحمد في أهل السماوات والأرض لشفّعناك.

وفي حديث عمر بن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما: وإن سألتني بحقّه فقد غفرت لك. ويرحم الله ابن جابر حيث قال:


به قد أجاب الله آدم إذ دعا * * * ونجا في بطن السفينة نوح

وما ضرت النار الخليل لنوره * * * ومن أجله نال الفداء ذبيح

وصحّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا ربّ، أسألك بحقّ محمد لما غفرت لي، قال الله تعالى: يا آدم، وكيف عرفتَ محمّداً ولم أخلقه؟ قال: يا ربّ إنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت قوائم العرش مكتوباً عليها لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، فعرفت أنّك لا تضيف إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك. فقال الله تعالى: صدقتَ يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليّ، وإذ سألتني بحقّه، فقد غفرت لك ولولا محمّد ما خلقتك ". ذكره الطبري، وزاد فيه: " وهو آخر الأنبياء من ذريتك "[1].

وأمّا التوسّل بعد خلقه في مدّة حياته، فمن ذلك الاستغاثة به (صلى الله عليه وآله وسلم) عند القحط وعدم الأمطار، وكذلك الاستغاثة به من الجوع


[1]القسطلاني (851 ـ 923 هـ): المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: 4/593 ـ 595.

اسم الکتاب : التوسل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست