الثانية عشر: أنّ ثواب تلاوة آية واحدة فيه كثواب ختم
القرآن في غيره.
______________________________
و الجامع إلى السلاسة.
لكن الناس في
غرائزهم مختلفون، فبعضهم جبل جبلّة سريعة القبول، و بعضهم بطيئة القبول، و بعضهم
في الوسط، و كلّ لا ينفكّ من أثر قبول و إن قلّ، و من هنا ما ورد في الأدعية من
طلب التوفيق لمكارم الأخلاق و محاسن الأعمال. و في الأحاديث من الأمر بها و الحثّ
عليها.
قال الراغب
الداري: إنّ من منع من تغيير الخلق، فإنّه اعتبر القوّة نفسها، و هذا صحيح، فإنّ
النوى محال أن ينبت الإنسان منه تفّاحا.
و من أجاز
تغييره فإنّه اعتبر إظهار ما في القوّة إلى الوجود و إمكان إفساده بإهماله نحو
النوى، فإنّه إن يتفقّد فيجعل نخلا و إن يترك مهملا يفسد، و هذا أيضا صحيح، فإذا
اختلافهما بحسب اختلاف نظيريهما.
قوله:
«الثانية عشر»
إنّ حصر الشيخ
قدس سرّه اختصاص شهر رمضان من بين الشهور بهذه المزايا الاثنا عشرية ممّا لا وجه
له، فإنّ له مزايا كثيرة:
منها: أنّه
يفتح فيه أبواب الجنان[1]،
و تغلّ فيه الشيطان، و من صامه إيمانا و احتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه[2].
و من تطوّع فيه
بخصلة من خصال الخير و البرّ كان له بذلك أجر من أدّى فريضة