responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 363

و من المجموع: كان معاوية يقول: ما دخل الحسن إليّ إلّا أردت أن يتعجّل خروجه خشية من وقوع السيف عليّ عند كلامه.

533- و من المجموع: قال يوما رسول لمعاوية للحسن (عليه السلام):

أسأل اللّه أن يحفظك و يهلك هؤلاء القوم، فقال رفقا: «لا تخن من ائتمنك، و حسبك أن تحبّني لحبّ رسول اللّه و لأبي و امّي، و من الخيانة أن يثق بك قوم و أنت عدوّ لهم و تدعو عليهم».

534- و من المجموع المذكور: قال: و من كلام الحسين (عليه السلام): «كان أبي علما لمن جهل، مذكّرا لمن غفل، لا يلفظ إلّا الحقّ و إن أمرّ، و لا يسيغ الباطل و إن حلا، شدّ عضده، و جاهد وحده، و آزر أخاه، و قتل عداه‌ [1]، و كشف عن وجهه الكربات، و خاض دونه الغمرات، فلمّا اختار اللّه لنبيّه دار أنبيائه، كرهته قريش، فأهملهم إهمال الراعي لإبله، فبايع الناس أبا بكر، فمنحه ودّه، و بذل له نصحه، و لمّا استخلف عمر، كرهه قوم، و رضيه آخرون، فكان أبي فيمن أحبّ بيعته، و لم يكره خلافته، ثم بايع الناس عثمان و هم لا يستغنون عن مشورته و حضوره، ثم قتل عثمان، فلم ير أحدا يقوم مقامه، و لو رآه لسلّم الأمر إليه، و لم ير حريصا عليه، فتسلّم الإمارة لإقامة حدود عطّلت، و الدلالة على معارف انكرت و جهلت، و انفتقت عليه أعلام النفاق و رايات الشقاق، و ... الدنيا، و تزيّنت بأحسن زينتها، فلم يزل يفتق ما رتقوا، و يرتق ما فتقوا حتى قبضه اللّه على خير حالاته و أفضل ساعاته».

أقول: إن كان هذا الحديث صحيحا، فمعنى قوله (عليه السلام): إنّ مولانا عليّا (عليه السلام) لم يكره بيعة عمر؛ لأنّه كان يعلم أنّ البلاد تفتح على يديه، و أنّ قريشا لا تريده (عليه السلام)، و لا توافق عليه، أ لا ترى إلى قول‌


[1] العدى: اسم للجمع، أي: الأعداء. لسان العرب 9: 95 «عدا».

اسم الکتاب : التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست