اسم الکتاب : التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 352
فصل
و رأيت في تاريخ ابن الأثير في تاريخ سنة اثنتين و عشرين ما يقتضي أنّ ملك الصين حكم للعرب بالظهور على من ينازعهم ما لم يغيّروا دينهم و شرائعهم، فقال ما هذا لفظه:
و لمّا عبر خاقان و يزدجرد النهر لقوا رسول يزدجرد الذي أرسله إلى ملك الصين، فأخبرهم أنّ ملك الصين قال له: صف لي هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من بلادكم، فإنّي أراك تذكر قلّة منهم و كثرة منكم، و لا يبلغ أمثال هؤلاء القليل منكم مع كثرتكم إلّا لخير عندهم و شرّ فيكم، فقلت: سلني عمّا أحببت، فقال: أ يوفون بالعهد؟ قلت: نعم، قال: و ما يقولون لكم قبل القتال؟ قال: قلت: يدعوننا إلى واحدة من ثلاث: إمّا دينهم، فإن أجبنا أجرونا مجراهم، أو الجزية، أو المنعة و المنابذة، قال: و كيف طاعتهم امراءهم؟ قلت: أطوع قوم لمرشدهم، قال: فما يحلّون و ما يحرّمون؟
فأخبرته، فقال: هل يحلّون ما حرّم عليهم أو يحرّمون ما حلّل لهم؟ قلت:
لا، قال: فإنّ هؤلاء القوم لا يزالون على الظفر حتى يحلّوا حرامهم و يحرّموا حلالهم.
ثم قال: أخبرني عن لباسهم، فأخبرته، و عن مطاياهم، فقلت:
الخيل العراب، و وصفتها له، قال: نعمت الحصون، و وصفت له الإبل و بروكها و قيامها بحملها، فقال: هذه صفة دوابّ طوال الأعناق، و كتب معه إلى يزدجرد أنّه لم يمنعني أن أبعث إليك بجند أوّله بمرو، و آخره بالصين، الجهالة بحقّ الملوك عليّ، و لكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك لو يحاولون الجبال لهدّوها، و لو خلا لهم سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف،
اسم الکتاب : التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 352