responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 208

في قول إبراهيم (عليه السلام) بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ. و قول يوسف (عليه السلام) إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ. اى سرقتم يوسف من أبيه و كانا يريدان الإصلاح كما ورد و يأتي لهذا تتمه في باب الكلام و الآخر رعايته معه تعالى في الألفاظ التي يناجيه بها فمن قال وجهت وجهي للّه و المتمكن في قلبه سواه أو قال إياك نعبد أو انا عبدك و هو يعبد الدنيا فهو كاذب في دعواه إذ التوجه ليس الا انصراف وجه القلب الى الشيء و يمتنع ذلك الا بعد تفريغه عن غيره و العبادة هي التذلل و الانقياد و في الحديث من أصغى الى ناطق فقد عبده. ما لمتقيد بالدنيا المتذلل لها عابد لها الا للّٰه و العبودية هي تصحيح النسبة إلى المولى بصدق القصد إليه في سلوك طريقه فالمصحح نسبته الى الدنيا عبد لها و انما عبده اللّٰه من تحرر عن قيد الدنيا و استخلص نفسه للّٰه عز و جل و من ثم كان كثيرا يخاطب عيسى (عليه السلام) أصحابه بقوله يا عبيد الدنيا. و عن النبي (صلى اللّه عليه و آله) (1) تعس (2) عبد الدينار و تعس عبد الدرهم و عبد الحلة (3) و عبد الخميصة. ثم الصدق في النية كما مرت الإشارة إليه بتمحيضها له عز و جل و هو الإخلاص فالشوب يفوته يقال رمان صادق الحلاوة اى محضها غير مشوبة حلاوته بشيء من الحموضة ثم الصدق في العزم و هو جزم قوى على الخير في زمان مستقبل عند التمكن من سببه كالتصدق و العدل ان نال مالا أو ولاية فهذه العزيمة قد يصادفها تصميم و رسوخ و ربما يكون فيها نوع ميل و تردد و ضعف فالصدق هنا عبارة عن التمام و القوة كما يقال لفلان شهوته صادقة و يقال هذا المريض شهوته كاذبة مهما لم تكن شهوته عن سبب ثابت قوى ثم الصدق في الوفاء بالعزم فالنفس قد تسمح بالعزم في الحال إذ لا مشقة فيه و المؤنة فيه خفيفه فإذا حقت الحقائق و حصل التمكن و هاجت الشهوات انحلت العزيمة و غلبت الشهوة فتبرد النفس و تفتر رغبتها الى الموعود و تتوانى بالوفاء فتخلف كما قال تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ عٰاهَدَ اللّٰهَ لَئِنْ آتٰانٰا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ الصّٰالِحِينَ فَلَمّٰا آتٰاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَ تَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ. و مدح الموفين بقوله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا. ثم الصدق في العمل و هو تسوية السر و العلانية بأن يجتهد حتى لا تدل اعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به لا بان يترك


(1) في المصابيح من الصحاح م

(2) اى انكب و عثر

(3) الحلة بالضم إزار و رداء برد أو غيره و لا يكون حله الا من ثوبين أو ثوب له بطانة كذا في القاموس و فيه الخميصة كساء اسود مربع له علمان م

اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست