responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 179

صوفى ابن الوقت باشد اى رفيق * * * نيست فردا گفتن از شرط طريق

. فابن الوقت ليس له خوف و لا رجاء بل صار حاله أعلى من الخوف و الرجاء فإنهما زمامان يمنعان النفس عن الخروج الى رعوناتها و الى هذا أشار من قال إذا ظهر الحق على السرائر لا يبقى فضلة لرجاء و لا خوف و بالجملة فالعاشق الفائز بمواصلة المعشوق و قد بلغ منتهى أمله و لم يتوله رجاء وراء ذلك و لا شعور بالفراق حتى يخاف منه و من هنا قيل ان المحب إذا شغل قلبه في مشاهدة المحبوب بخوف الفراق كان ذلك نقصا في الشهود و انما دوام الشهود غاية المقامات و لكن كلامنا في أوائلها فالرجاء الفرح لانتظار محبوب متوقع و ذلك المحبوب المتوقع لا بد و ان يكون له سبب فان حصل أكثر أسبابه يقينا فالاصدق عليه اسم الرجاء المحمود كتوقع الخير يوم الحصاد ممن القى بذرا جيدا في أرض صالحة نقاها من الأشواك و الأعشاب المفسدة و كرى أنهارها حتى يصلها الماء ثم جلس منتظرا من فضل اللّٰه دفع الآفات و الصواعق الى ان يتم الزرع و يبلغ غايته فرجاء العبد المغفرة أشبه شيء برجاء صاحب الزرع فان الدنيا مزرعة الآخرة و القلب كالأرض و الايمان كالبذر و الأخلاق الصالحة و الطاعات جارية مجرى تنقية الأرض و إصلاحها و حفر الأنهار و سياقه الماء إليها و القلب المستهتر بالدنيا المستغرق بها كالأرض السبخة التي لا ينمي فيها البذر و يوم القيمة يوم الحصاد و لا يحصد أحد إلا ما زرع و لا ينمي زرع الا من بذر الايمان و قلما ينفع ايمان مع خبث القلب و سوء أخلاقه كما لا ينمي بذر في أرض سبخة و ان فقد أكثر أسبابه يقينا ف هو من الرجاء المذموم و الا صدق اسم الغرور و الحماقة كما لو القى بذره (الكافي) أرض غير صالحه لا يصلها الماء يقينا و ان شك فيها فإلا صدق اسم التمني كما إذا صلحت الأرض و لكن لا ماء لها و أخذ ينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار و لا تمتنع ايضا فاذن اسم الرجاء لا يصدق الا على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد و لم يبق الا ما لا يدخل تحت اختياره و هو فضل اللّٰه بصرف القواطع و المفسدات و ورد في ذلك قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هٰاجَرُوا وَ جٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أُولٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّٰهِ و قوله عز و جل فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتٰابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هٰذَا الْأَدْنىٰ وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنٰا. و في الحديث النبوي الأحمق من اتبع نفسه هواها و تمنى على اللّه و عن ابى عبد اللّٰه عليه السلم (الكافي) انه قيل له ان قوما من مواليك يلمون بالمعاصي و يقولون نرجو فقال كذبوا ليسوا لنا بموال أولئك قوم ترجحت بهم الأماني من رجا شيئا عمل له و من خاف شيئا هرب منه. و عنه عليه السلم (الكافي) لا يكون

اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست