responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 157

اشتهى اهله اللحم أو نزل به ضيف أو راى بأهل الماء الذين معه خصاصة نحر لهم الجزور أو من الشاة على قدر ما يذهب عنهم بقوم اللحم فيقسمه بينهم و يأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم و من ازهد من هؤلاء و قد قال فيهم رسول اللّٰه ما قال و لم يبلغ من أمر هما ان صار الا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم و شيئهم و يؤثرون به على أنفسهم و عيالاتهم. الحديث و الموفق يتحفظ عن سم المال و ينتفع بترياقه و يحفظ لكل مقام مرتبة استحقاقه و في الحديث القدسي (الكافي) ان من عبادي من لا يصلحه الفقر و لو أغنيته لأفسده ذلك و منهم من لا يصلحه إلا الغني و لو أفقرته لأفسده ذلك. و هذا من الأمر بين الأمرين و الحمد للّٰه و حق الفقر ان لا يكره لأنه الأصلح و في الحديث إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين. و فيه معاشر الفقراء أعطوا اللّٰه الرضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم و الا فلا بل يتقلد الفقير المنة من اللّه تقلد المحجوم المنة من الحاجم لما يرجوه من فعله المولم من الصلاح و يستر فقره بالتجمل و التعفف و لا يظهر الشكوى و قد مدح اللّٰه قوما بذلك بقوله يَحْسَبُهُمُ الْجٰاهِلُ أَغْنِيٰاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ. و عن (الكافي) النبي (صلى اللّه عليه و آله) ان اللّٰه جعل الفقر امانة عند خلقه فمن ستره أعطاه اللّٰه مثل أجر الصائم القائم و لا يتواضع للغنى لغناه بل يترفع عليه فعن أمير المؤمنين عليه السلم ما أحسن تواضع الغنى للفقير رغبة في ثواب اللّٰه و أحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة باللّٰه عز و جل. و أقله ان لا يرغب في مجالسته لان ذلك من مبادي الطمع و لا يتوانى بسبب الفقر في العبادة فإنه من علامات ضعف اليقين و لا يدخر شيئا مما يسوقه اللّٰه اليه بل يأخذ قدر الحاجة و يتصدق بالفاضل و ان كان قليلا فان ذلك جهد المقل و فضله أكثر من أموال كثيره تبذل عن ظهر غنى و في الحديث النبوي درهم من الصدقة أفضل عند اللّٰه من مائه ألف درهم قيل و كيف ذلك يا رسول اللّٰه قال اخرج رجل من عرض ماله مائة ألف يتصدق بها و اخرج رجل درهما من درهمين لا يملك غيرهما طيبة به نفسه فصار صاحب الدرهم أفضل من صاحب مائة ألف. و يستقرض حيث يستقرض تعويلا على اللّه تحسينا للظن به لا تعويلا على السلطان سواء كان له رزق راتب منه أم لا و يكشف الحال للمقرض عند الاقتراض ان لم يكن مكشوف الحال عنده حذرا من الغرور ليقدم على إقراضه على بصيرة و لا يخدع بالمواعيد الغير المرجوة فإنه كذب و لا يسأل أحدا إلا اللّٰه سيما البخلاء و مستحدثى النعمة و في الحديث لأن أدخل

اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست