responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 119

تضمحل و تتلاشى و تنقاد تحت حكم باعث الدين انقياد الميت في يد الغسال و من ثم قيل كمال الصبر ترك كل حركة مذمومة بدنية و نفسانية فان الحركات المذمومة انما تصدر عن الهوى و الميت لا حراك به و غاية هذا الكمال ترك جميع ما يشغل عنه تعالى و لو من المباحات التي ليست مذمومة في ظاهر الشريعة و الطريق إليه تقوية باعث الدين و تضعيف باعث الهوى بالمجاهدة و الرياضة و ذكر قلة قدر الشدة و قصر وقتها و إضرار الجزع من سقوط الوقار و ذهاب الهيبة و فوات الأجر المستحق بالصبر مع حصول وزر الجزع كل ذلك من غير فائدة و ورد ان أمير المؤمنين (عليه السلام) عزى مصابا فقال ان جزعت فحق الرحم قضيت و ان صبرت فحق اللّٰه أديت على انك ان صبرت جرى عليك القضاء و أنت مأجور و ان جزعت جرى عليك القضاء و أنت مأزور. و ان يكثر فكرته فيما ورد في فضل الصبر و في حسن عواقبه في الدنيا و الآخرة و ان يعلم ان ثواب الصبر على مصيبته أكثر مما فات و انه بسبب ذلك مغبوط بالمصيبة إذ فاته ما لا يبقى معه إلا مدة الحياة الدنيا و حصل له ما يبقى بعد موته أبد الآبدين و من أسلم خسيسا في نفيس فلا ينبغي ان يحزن لفوات الخسيس في الحال و ان يعود هذا الباعث مصارعة باعث الهوى تدريجا حتى يدرك لذة الظفر به فيستجرئ عليه و يقوى منته في مصارعته فان الاعتياد و الممارسة للأعمال الشاقة تؤكد القوى التي تصدر منها تلك الأعمال كما مر و من عود نفسه مخالفه الهوى غلبه مهما أراد ثم ان الثبات في المصيبة تختلف أسماؤه باختلاف أحوال المصاب في الاحتمال ف ان كان مبتدئا في الرياضة لا يحتملها الا بتعب قوى فتصبر و ان كان مستكملا في الجملة محتملا لها بيسير تعب فصبر و ان كان مترقيا عن مقام الصبر ذا جهد لاحتمالها من غير تعب أصلا و الجهد بفتح الجيم و ضمها الطاقة فرضي كما يحكى عن سهل التستري انه كان يطب المرضى و هو مريض فقيل له لم لا تعالج نفسك فقال يا دوست ضرب الحبيب لا يوجع و ان كان محتملا لها بتلذذ و استطابة فشكر فان الشكور يتنعم بالمصيبة لما يرجوه بسببها من تكفير الخطيئة و ادخار المثوبة كما يحكى عن رابعة العدوية انها عثرت فانقطع ظفرها و سال الدم فضحكت فقيل لها اما تحسين بالألم فقالت إن حلاوة ثوابها أدهشتني عن مرارة ألمها و يعزى الى على بن الحسين (عليهما السلام). (1) يفرح هذا الورى بعيدهم. و نحن أعيادنا مآتمنا. و قيل (2) بالفارسية

تهنيت جز در مصيبت پيش ما عيب است عيب * * * عيد را در شهر ما رسم مبارك باد

نيست


(1) اوله.

نحن بنو المصطفى ذوو محن * * * يجرعها في الحياة كاظمنا

قديمة في الزمان محنتنا * * * أولنا مبتلى و أخرنا

(2) و قريب من هذا قول الشارح عفى اللّٰه عنه

اى خاك در تو خونبهاى دل من * * * پرخون ز غم تو كربلاى دل من

رنج تو بود راحت جان خار تو گل * * * درد تو بوده شفا براى دل من

اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست