responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 108

الأيسر من الصدر و في جوفه دم اسود هو أول ما يتعين من اجزاء الجنين و تحل فيه الحياة و هو منبع الروح الحيواني و هو الذي يبحث عنه الأطباء و اخرى على اللطيفة الربانية المتعلقة بهذا البدن الجسماني و لها بالقلب اللحماني مزيد تعلق و قد تحيرت الأفهام في حقيقتها و كيفية تعلقها على أقوال استوفيناها مع ما يتعلق بها في المسائل الجبلية الاولى و هذه اللطيفة هي حقيقة الإنسان العاقلة العالمة المدركة الفاعلة التاركة المعنية غالبا في الكتاب و السنة حيثما أطلق لفظ القلب و ربما يعبر عنها بالنفس و الروح و العقل و كثيرا ما تطلق هذه الألفاظ على معاني أخر مفهومة بالقرائن و ذمائمه هي الأخلاق السيئة و قد ورد التشديد في أمرها كثيرا فعن النبي (الكافي) (صلى اللّه عليه و آله) ابى اللّٰه لصاحب الخلق السيئ بالتوبة قيل و كيف ذلك يا رسول اللّٰه قال انه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه. و عن (الكافي) ابى عبد اللّٰه (عليه السلام) الخلق السيئى يفسد العمل و في رواية الايمان كما يفسد الخل العسل. و الخلق مثل قفل و عنق الملكة التي من شأنها أن يصدر عنها الأفعال بسهولة من غير حاجة الى مزيد روية سواء كانت طبيعية أو عادية فإن كانت الأفعال السهلة الصدور عنها جميلة شرعا و عقلا سمى الخلق حسنا أو قبيحة فسيئا و حيث ان الجمال المطلق هو الاستواء التام و الخلوص عن الزيادة و النقصان و الاعتدال الحقيقي و من ثم ورد ان اللّٰه جميل يحب الجمال. فالاخلاق الحسنة هي الملكات المتوسطة العادلة و بإزائها الأخلاق السيئة هي الملكات المائلة عن الوسط العدل الذي هو خير الأمور كما في الحديث المشهور و قد وقع الأمر به في قوله عز و جل إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ. و قد تقدم أول الكتاب قوله (عليه السلام) الصراط المستقيم في الدنيا ما قصر عن الغلو و ارتفع عن التقصير و استقام. و ميلها عنه اما الى الإفراط كالشره بفتحين و هو غلبة الحرص بحيث لا يتقيد بناموس الشرع في القوة الشهوية مطلقا و يخص في الفرجية باسم التهتك و الفجور كما تقدم و التهور و هو التهجم من غير مبالاة (الكافي) القوة الغضبية و الجربزة بضم الجيم و سكون الراء و ضم الباء و فتح الزاي المعجمة و هو الاسترسال (الكافي) القوة العقلية لاستنباط الحيل و المكايد الى حد النكر أو الشيطنة أو الى التفريط كالخمود في مقابله الشره و الجبن في مقابلة التهور و البله الاختياري و هو قلة الالتفات في مغامض الأمور أو تركه فيها و هذه القوى الثلث هي مناشئ الأخلاق مطلقا و مغارسها

اسم الکتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية المؤلف : الجزائري، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست