responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 192

وقوله " وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم " معناه انهم يحملون خطاياهم في أنفسهم التي لا يعملونها بغيرهم، ويحلون الخطايا التي ظلموا بها غيرهم، فحسن لذلك فيه التفصيل الذي ذكره الله.

وقوله " وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون " أى يعملون. ومعناه إنهم يسألون سؤال تعنيف وتوبيخ وتبكيت وتقريع، لا سؤال استعلام كسؤال التعجيز في الجدل، كقولك للوثني ما الدليل على جواز عبادة الاوثان، وكما قال تعالى " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " [1].

ثم اخبر تعالى انه أرسل نوحا إلى قومه يدعوهم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، وانه مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، فلم يجيبوه، وكفروا به " فأخذهم الطوفان " جزاء على كفرهم، فأهلكهم الله تعالى " وهم ظالمون " لنفوسهم بما فعلوه من عصيان الله تعالى والاشراك به، والطوفان الماء الكثير الغامر، لانه يطوف بكثرته في نواحي الارض قال الراجز:

افناهم طوفان موت جارف [2]

شبه الموت في كثرته بالطوفان. ثم اخبر تعالى انه أنجى نوحا والذين ركبوا معه السفينه من المؤمنين به، وجعل السفينة آية أي علامة للخلائق يعتبرون بها إلى يوم القيامة، لانها فرقت بين المؤمنين والكفار والعاصين والاخيار، فهي دلالة للخلق على صدق نوح وكفر قومه.

قوله تعالى:

* (وإبرهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير


[1] سورة 2 البقرة آية 111 وسورة 27 النمل آية 64 [2] تفسير القرطبي 13 / 534 (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست