responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 241

فعلها لم يؤمنوا، وذلك يبين ايضا فساد قول من يقول: يجوز ان يكون في معلوم الله مااذا فعله بالكافر آمن، لانه لوكان ذلك معلوما لفعله ولامنوا والامر بخلافه.

قوله تعالى:

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولوشاء ربك مافعلوه فذرهم ومايفترون [112] آية.

التشبيه في قوله " وكذلك " يحتمل أن يرجع إلى أحد أمرين:

أحدهما - أن يكون تقديره جعلنا لك عدوا كما جعلنا لمن قبلك من الانبياء.

الثاني - جعلنا تمكين من يعادي الانبياء وتخليتنا بينهم وبين اختيارهم كتمكين غيرهم من السفهاء. وانما جعلهم اعداء على أحد معنيين:

أحدهما - بأن حكم بأنهم أعداء، وهو قول ابي علي.

الثاني - بأن خلى بينهم وبين اختيارهم ولم يمنعهم من العداوة.

ويجوز ان يكون المراد بذلك أن الله تعالى لما أنعم على انبيائه بضروب النعم وبعثهم إلى خلقه وشرفهم بذلك، حسدهم على ذلك خلق، وعادوهم عليه، فجاز أن يقال على مجاز القول بأن الله جعل لهم اعداء كما يقول القائل اذا أنعم على غيره بنعم جزيلة فحسده عليها قوم وعادوه لاجلها: جعلت لك أعداء. وقيل المعنى أمرنا الانبياء بمعاداتهم فكأنما جعلناهم أعداء الانبياء.

وهذا القول من الله تعالى تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله)في أنه أجراه مجرى غيره من الانبياء، ولايجوز على قياس ذلك أن يقول: جعلنا للكافر كفرا، لان فيه ايهاما.

وقوله " شياطين الانس والجن " قيل في معناه قولان:

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست