responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 66

الثاني - قال البلخي سيحفظ ما قالوا حتى يجازوا به أي هو بمنزلة ماقد كتب في أنه لايضيع منه شئ. والاول أظهر. وقوله: (وذوقوا عذاب الحريق)

يعني المحرق، والفائدة فيه ان يعلم أنه غذاب بالنار التي تحرق، وهي الملتهبة، لان مالم يلتهب لايسمى حريقا، وقد يكون العذاب بغير النار. وقوله: (ذوقوا)

يفيد أنكم لاتتخلصون من ذلك كمايقول القائل: ذق هذا البلاء يعني انك لست بناج منه.

قوله تعالى:

(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) [182] - آية -.

المعنى:

قوله: (ذلك) اشارة إلى ماتقدم ذكره من قوله: (ونقول ذوقوا عذاب الحريق. ذلك بما قدمت أيديكم) ومعناه بما جنيتموه على أنفسكم، فان الله لايظلم أحدا من عبيده، ولايبخسهم حقهم.

وفيها دلالة على بطلان مذهب المجبرة، لانها تدل على أنه لو وقع العقاب من غير جرم سلف من العبد، لكان ظلما وذلك بخلاف مايذهبون إليه من أن الله تعالى يعذب الاطفال من غير جرم. فان قيل: لم نفى كثرة الظلم على وجه لايدخل فيه القليل، وهلانفى على وجه العموم كقوله: (لايظلم مثقال ذرة) [1]

وكقوله: (لايظلم الناس شيئا) [2] وقوله: (ولايظلمون فتيلا) [3]

و (نفيرا)؟ قيل: لانه خرج مخرج الجواب لمن توهم مذهب المجبرة فدل على أنه لو كان على مايذهبون إليه، لكان ظلاما للعبيد، وما هو بظلام لهم. فان قيل: لم


[1] سورة النساء: آية 39. [2] سورة يونس: آية 44.

[3] سورة النساء: آية 48 وسورة الاسرى: آية 71.

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست