اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 3 صفحة : 325
مالم تكن تعلم " من خبر الاولين والآخرين وما كان وماهو كائن. وكل ذلك من فضل الله.
وقوله: " وكان فضل الله عليك عظيما " يعني لم يزل فضل الله عليك يامحمد عظيما، فاشكره على ما أولاك من نعمه واحسانه. قال الجبائي: وفي الآية دلالة على ان التسمية بالضلال تسمى اضلالا، لانه لوكان ذلك صحيحا، لكانوا قد اضلوا النبي (صلى الله عليه وآله)حيث نسبوه إلى الضلال وقد نفى الله عنه ذلك. وهذا ليس بصحيح لامرين:
أحدهما - انهم ما سموه بهذا الفعل ضالا، وانما قصدوا التمويه، والتلبيس عليه، فلما كشف الله تعالى ذلك بطل غرضهم.
والثاني - ان من قال: إن الضلال يكون بمعنى التسمية لم يقل: إنه لايكون الا كذلك، لان الاضلال على وجوه مختلفة: بمعنى التسمية، وغير ذلك مما بيناه فيما تقدم. والاضلال يكون بمعنى الدفن قال النابغة: