responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 28

كان ذلك حسرة في قلوبهم.

والآخر - ما فاتهم من عز الظفر والغنيمة. وقوله: (والله يحيي ويميت)

معناه ههنا الاحتجاج على من خالف أمرالله في الجهاد طلبا للحياة، وهربا من الموت، لان الله تعالى إذا كان هو الذي يحيي ويميت لم ينفع [1] الهرب من أمره بذلك خوف الموت، وطلب الحياة (والله بما يعملون بصير) أي مبصر. ويحتمل أن يكون بمعنى عليم. وفيه تهديد، لان معناه أن الله يجازي كلا منهم بعمله ان خيرا فحيرا وان شرا فشرا.

قوله تعالى:

(ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) [157] آية.

المعنى، والاعراب:

إن قيل كيف قال: (لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) مع تفاوت مابينهما ألا ترى أنه لايحسن أن يقول الانسان للدرة [2] خير من البعرة؟ ! قيل: إنما جاز ذلك لان الناس يؤثرون حال الدنيا على الآخرة حتى أنهم يتركون الجهاد في سبيل الله محبة للدنيا، والاستكثار منها، وماجمعوا فيها.

فان قيل أين جواب الجزاء ب (إن)؟ قيل: استغني عنه بجواب القسم في قوله: (لمغفرة من الله ورحمة خير) وقد اجتمع شيئان كل واحد منهما يحتاج إلى جواب، فكان جواب القسم أولى بالذكر - لان له صدر الكلام - مما يذكر في حشوه.

فان قيل: لم شرط (لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) وهو خير كيف


[1] في المخطوطة (لم يمنع).

[2] في المخطوطة (الذرة).

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست