responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 242

المعنى:

(أولئك) اشارة إلى المنافقين الذين تقدم وصفهم، وإنما قال: يعلم ما في قلوبهم وإن كان معلوما ذلك بدلالة العقل لامرين:

أحدهما - تأكيدا لما علمناه.

والثاني - انه يفيد أنه لايغنى عنهم كتمان ما يضمرونه شيئا من العقاب، لان الله يعلم ما في قلوبهم من النفاق. وكذلك كل ما ذكره الله مما هو معلوم عند المخاطب. إنما الفائدة في مقارنته بما ليس بمعلوم على جهة الاحتجاج به، أو غيره من الوجوه. وقوله: (فاعرض عنهم وعظهم) جمع بين معنى الاعراض والاقبال.

وقيل في معناه ثلاثة أوجه:

أحدها - فاعرض عنهم بعداوتك لهم، وعظهم.

الثاني - فاعرض عن عقابهم وعظهم.

الثالث - قال الجبائي: أعرض عن قبول الاعتذار منهم. وقوله: " وقل لهم في أنفسهم قوالا بليغا " قال الحسن: القول البليغ الذي أمر به في الآية أن يقول إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلتكم، فهذايبلغ من نفوسهم كل مبلغ. وقال الجبائي: خوفهم بمكاره تنزل بهم في أنفسهم إن عادوا لمثل ما فعلوه. ويجوز أن يكون المراد ازجرهم عما هم عليه بأبلغ الزجر.

اللغة:

وأصل البلاغة البلوغ، تقول: بلغ الرجل بالقول بليغ بلاغة، فهو بليغ:

إذا كان بعبارته يبلغ كثير ما في قلبه. ويقال: أحمق بليغ، وبلغ ومعناه. أنه أحمق يبلغ حيث يريد. وقيل: معناه قد بلغ في الحماقة. وفي الآية دلالة على فضل البلاغة، وأنها أحد أقسام الحكمة، لما فيهامن بلوغ المعنى الذي يحتاج إلى التفسير باللفظ الوجيز مع حسن الترتيب.

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست