responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 201

صفة تعظيم وتنزيه عن فعل مايقدر عليه من الظلم، ولو لم يكن قادر عليه لما كان فيه مدحة، غير أنه وإن كان قادرا عليه فانه لايفعله لعلمه بقبحه، وبأنه غني عنه، ولانه لو فعل لكان ظالما، لان الاشتقاق يوجب ذلك وذلك منزه عنه تعالى.

قوله تعالى:

(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) [41] - آية -.

الاعراب:

" كيف " لفظها لفظ الاستفهام، ومعناها ههنا التوبيخ، والتقدير فكيف يكون حال هؤلاء يوم القيامة، وحذف لدلالة الكلام عليه. والعامل في " كيف " الابتداء المحذوف، لان التقدير: كيف حالهم، على مابيناه. وإنماجاز خروج كيف عن الاستفهام إلى التوبيخ لانه يقتضي إقرار العبد على نفسه بما كان من قبيح عمله، كما يقتضي الجواب في الاستفهام، ولايجوز أن يكون العامل في

" كيف " " جئنا " لاضافة " إذا " إليه والمضاف إليه لايعمل فيما قبله كما لاتعمل الصلة فيما قبل الموصول، لانه من تمام الاسم.

المعنى:

والشهادة تقع يوم القيامة من كل نبي بأنه بلغ قومه ما تقوم به عليهم الحجة، وأنه أدى ماتقوم به الحجة عليها من مراد الله، هذا قول عبدالله، وابن جريج، والسدي. وقال الجبائي: يشهد عليهم باعمالهم. وقال الزجاج، والطبري: يشهد لهم وعليهم بما عملوه، ووجه حسن الشهادة ما في ذلك من اقامة الحجة عليهم، فيستجيبون عندتصور تلك الحال من خزي ذلك المقام، وفي ذلك أكبر الاتعاظ.

وروي عن ابن مسعود أنه قرأ على النبي (صلى الله عليه وآله)سورة النساء فلما بلغ " فكيف

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست