responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 184

لانه أمر لغائب. قال أبوعلي الفارسي. كلاهما جيد، إن ترك الهمزة واثباتها.

النزول:

وقيل في سبب نزول هذه الآية أن أم سلمة قالت: (يارسول الله لانغزو مع الرجال، ولنانصف الميراث، ياليت كنا رجالا، فكنا نقاتل معهم) فنزلت هذه الآية، في قول مجاهد. وقال الزجاج: قال الرجال: ليتنا كنا فضلنا في الآخرة على النساء، كما فضلنا عليهن في الدنيا، وبه قال السدي.

اللغة:

والتمني هو قول القائل: ليت كان كذالما لم يكن، وليت لم يكن كذا لما كان. وفي الناس من قال: هو معنى في القلب. وقال الرماني: هوما يجب على جهة الاستمتاع به، ومن قال: هومعنى في القلب قال: ليس هو من قبيل الشهوة، ولا من قبيل الارادة، لان الارادة لاتتعلق إلابمايصح حدوثه، والتمني قد يتعلق بما مضى، والشهوة أيضا كالارادة في أنها لاتتعلق بما مضى.

المعنى:

وظاهر الخطاب يقتضي تحريم تمني ما فضل الله به بعضنا على بعض وقال الفراء: هو على جهة الندب والاستحباب، والاول هو حقيقة التمني، والذي قلناه هو قول أكثر المفسرين، ووجه تحريم ذلك أنه يدعو إلى الحسد، وأيضا فهو من دنايا الاخلاق، وأيضا فان تمني الانسان لحال غيره قد يؤدي إلى تسخط ما قسم الله له، ولايجوز لاحد أن يقول ليت مال فلان لي، وإنما يحسن أن يقول: ليت مثله لي.

وقال البلخي: لايجوز للرجل أن يتمنى أن كان امرأة، ولاللمرأة أن تتمنى لو كانت رجلا، بخلاف ما فعل الله، لان الله لايفعل من الاشياء إلا ما هو أصلح، فيكون قد تمنى ما ليس بأصلح، أوما يكون مفسدة. ويمكن أن يقال: إن ذلك يحسن بشرط أن لايكون مفسدة، كما يقول في حسن السؤال سواء.

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست