responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 471

من غدير، قلت استصفيت صفوة. وصفي الانسان: الذي يصافيه المودة. وناقة صفي كثيرة اللبن. ونخلة صفية: كثيرة الحمل. والجمع الصفايا والصفا: الحجر الضخم الاملس الصلب. فاذا انثوا [1] الصخرة قالوا صفاة صفواء. واذا ذكروا قالوا صفا صفوان والصفوان واحدته صفوانة. ومن الحجارة: الملس لاتنبت شيئا. قال تعالى: " كمثل صفوان عليه تراب " [2]. واصل الباب: الصفا: الخلوص.

قوله: " وانه في الآخرة لمن الصالحين " انما خص الآخرة بالذكر وان كان في الدنيا كذلك لان المعنى من الذين يستوجبون على الله الكرامة وحسن الثواب، فلما كان خلوص الثواب في الآخرة دون الدنيا، وصفه بما ينبئ عن ذلك. ففي قوله: " ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه " دلالة على ان ملة ابراهيم هي ملة نبينا محمد " ص "، لان ملة ابراهيم داخلة في ملة محمد " ص " مع زيادات في ملة محمد " ص " فبين أن الذين يرغبون من الكفار عن ملة محمد التي هي ملة ابراهيم، قد سفهوا أنفسهم وهو معنى قول قتادة والربيع.

قوله تعالى:

" اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين [132]

آية بلا خلاف.

قوله: " اذ قال له ربه " متعلق بقوله: " ولقد اصطفيناه " وموضعه نصب وتقديره: ولقد اصطفيناه حين قال له ربه اسلم. وقال الحسن: انما قال ذلك، حين أفلت الشمس، " فقال يا قوم إني برئ مما تشركون. اني وجهت وجهي " [3]

وانه اسلم حينئذ. وهذا يدل على أنه كان ذلك قبل النبوة. وأنه قال له ذلك: إلها ما استدعاه به إلى الاسلام، فاسلم حينئذ. لما وضح له طريق الاستدلال بما رأى من الآيات، والعبر الدالة على توحيده. ولا يصح أن يوحي الله تعالى اليه قبل اسلامه بانه نبي الله، لان النبوة حال اعظام واجلال. ولا يكون ذلك قبل الاسلام. وانما


[1] في المخطوطة (نعتوا) [2] سورة البقرة: آية 264.

[3] سورة الانعام: آية 78. (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست