responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 452

ومنه ثاب اليه عقله، أي رجع اليه بعد عزوبه. وقوله " وأمنا " فالامن مصدر قولك أمن يأمن أمنا. وانما جعله أمنا بان حكم ان من عاذبه والتجأ لايخاف على نفسه مادام فيه بما جعله في نفوس العرب من تعظيمه فكان من فيه آمنا على ماله ودمه ويتخطف الناس من حوله كما قال: " أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم " [1] ولعظم حرمته ان من جنى جناية والتجأ اليه لا يقام عليه الحد حتى يخرج لكن يضبق عليه في المطعم والمشرب، والبيع والشراء، حتى يخرج منه، فيقام عليه الحد. فان احدث فيه ما يوجب الحد أقيم عليه فيه، لانه هتك حرمة الحرم. ولان الله تعالى جعل الاشهر الحرم لا يحل فيها القتال، والقتل وكل ذلك بسبب البيت الحرام، فهو آمن بهذه الوجوه.

القراءة والاعراب:

وقوله: " واتخذوا من مقام ابراهيم " اكثر القراء على لفظ الامر. إلا ابن عامر ونافع فانهما قرأ اعلى لفظ الخبر من فعل ماض ويحتمل ان يكون اللفظ معطوفا على قوله: " واذكروا " كانه قال يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي، واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى.

المعنى:

وقال الربيع بن انس: من الكلمات التي ابتلى ابراهيم ربه قوله: " واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى " وكأنه قال: " اني جاعلك للناس إماما " وقال: " اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى " وقيل: انه معطوف على " واذ جعلنا البيت " لان معناه واذكروا اذا جعلنا البيت واتخذوا وقيل: انه معطوف على معنى " جعلنا البيت مثابة للناس " لان فيه معنى ثوبوا اليه واتخذوا. وظاهر قوله: واتخذوا انه عام لجميع المكلفين إلا من خصه الدليل وعليه اكثر المفسرين. وقال ابوعلي


[1] سورة العنكبوت: آية 67. (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست