responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 412

يدخل الجنة احد فقيل " بلى من اسلم وجهه الله " لان ماتقدم يقتضي هذا السؤال، ويصلح ان يكون جوابا للجحد على التكذيب ـ كقولك: ما قام زيد فيقول:

بلى قد قام، ويكون التقدير هاهنا ليس الامر كما قال الزاعمون " لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى " ولكن " من اسلم وجهه لله وهو محسن " فهو الذي يدخلها وينعم فيها، أو بلى من اخلص نفسه لطاعة الله.

ومعنى اسلم يحتمل امرين: احدهما ـ اسلم إلى كذا بمعنى صرفه اليه كقولك اسلمت الثوب اليه، والثاني ـ اسلم له بمعنى اخلص له من قولك: قد سلم الشئ لفلان اذ اخلص له. ومنه قوله: " ورجلا سلما لرجل " [1] اي خالصا وقال زيد ابن عمرو بن نفيل:

واسلمت نفسي لمن اسلمت * له المزن تحمل عذبا زلالا [2]

وانما جاز اسلم وجهه لله على معنى اسلم نفسه لله على مجرى كلام العرب في استعمال وجه الشئ، وهم يريدون نفس الشئ، إلا انهم ذكروه باللفظ الاشرف الابنه ودلوا عليه به. كما قال عزوجل: " كل شئ هالك إلا وجهه " [3] أي إلا هو.

وقال: " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك " [4] وقال الاعشى:

أؤول الحكم على وجهه * ليس قضائي بالهوى الجائر [5]

يعني على ما هو من صحته، وصوابه. وقال ذو الرمة:

فطاوعت همي وانجلى وجه بازل * من الامر لم يترك خلاجا بزولها [6]


(1) سورة الزمر آية 29.

(2) سيرة ابن هشام 1: 246 المزن واحدته مزنة: وهو السحاب عامة. وقيل:

المزن: السحاب البيضاء.

(3) سورة القصص آية: 88.

(4) سورة الرحمان: آية 27.

(5) ديوانه: 143. رقم القصيدة 18. اول الحكم إلى اهله: رده اليهم.

الجائر: المنحرف عن الصواب. في المطبوعة والمخطوطة " وأول " بدل " أؤول ".

" ب " ديوانه: 56 من قصيدة يمدح بها عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي طاوعت همي: طاوعت ما همت به نفسي. وقوله: بازل من الامر هذا مثل. يقال: ـ (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست