responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 294

ولا لعب. وظنوا في امره اياهم عن الله: بذبح ـ البقرة ـ عند نذرائهم في القتيل ـ انه هازئ لاعب ولم يكن لهم ذلك.

وحذفت الفاء من قوله: أتتخذنا هزوا ـ وهو جواب ـ للاستغناء ما قبله من الكلام عنه وحسن السكوت على قوله إن الله يأمركم ان تذبحوا بقرة فجاز لذلك اسقاط الفاء من قوله. فقالوا كما حسن اسقاطها في قوله: " فما خطبكم ايها المرسلون قالوا انا ارسلنا " [1] ولم يقل فقالوا. ولو قيل بالفاء لكان حسنا. ولو كان ذلك على كلمة واحدة لم تسقط منه الفاء ألا ترى انك اذا قلت: قمت ففعلت، لم يجز اسقاط الفاء لانها عطف لا استفهام يوقف عليه.

فقال موسى حينئذ: اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. يعني السفهاء الذين يردون على الله الكذب والباطل. وكان السبب في امر موسى لقومه بذبح البقرة ما ذكره المفسرون أن رجلا من بني اسرائيل كان غنيا ولم يكن له ولد وكان له قريب يرثه قيل انه اخوه وقيل انه ابن اخيه وقيل ابن عمه واستبطأ موته فقتله سرا والفاه في موضع بعض الاسباط وادعى قتله على احدهم فاحتكموا إلى موسى فسأل من عنده من ذلك علم فقال انت نبي الله وانت اعلم منا فقال ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة فلما سمعوا ذلك منه وليس في ظاهره جواب عما سألوا عنه قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله أن اكون من الجاهلين لان الخروج عن جواب السائل المسترشد إلى الهزء جهل. وقال بعضهم وانما امروا بذبح البقرة دون غيرها لانها من جنس ما عبدوه من العجل ليهون عليهم ما كانوا يرونه من تعظيمهم وليعلم باجابتهم زوال ما كان في نفوسهم من عبادته والبقرة اسم الانثى. والثور للذكر: مثل ناقة وجمل، وامرأة ورجل، فيكون تأنيثه بغير لفظه.

والبقرة: مشتق من الشق: يقولون: بقر بطنه: إذا شقه، لانها تشق الارض في الحرث.


[1] سورة الذاريات آية 31، 32. (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست